لو لم أجعل مقالى هذا كله راقياً مرتقياً إلى السماء، فما بقلمى إذن نقطة دم، ولا بقلبى إذن قطرة حبر، لا كلام اليوم إلا الحمد لله، ولا حديث لى ولملايين يحبون هذا البلد إلا الحمد لله، سمعتها خافتة وعالية، ظاهرة وغير واضحة، بينة ولا تكاد تبين فى قلب التحرير، فلك الحمد يا رب، وآمنت بك يا رب، يا رب المعجزات، ويا صاحب الآيات، ويا مظهر العلامات وواهب فهمها لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. لك الحمد، يا من علمت فأتممت كمال العلم، ويا من لطفت فنفذت مشيئتك بتمام لطفك، ولك الحمد يا من نظرتك من عليائك لدعوة مظلوم جاءتك باكية فى جوف الليل، وسرت من داخل زنزانة لأحدهم، أو طافت ثم صعدت من جوف حرم بيتك الحرام، وقلت لها: "وعزتى و جلالى لأنصرنك و لو بعد حين". سأقولها مرات ومرات: و الله إن كل المليونيات لم تزحزح مبارك من القصر إلى السجن، ولم تزف محمد مرسى من السجن إلى القصر، بل فعلت كل هذا دعوة مظلوم إلى رب عادل، يمهل ولا يهمل، يصبر وما كان ربى تعالى نسياً. اللهم لك الحمد كله، وهذا حمدى يا ربى إليك، أسير به إليك، وأرفعه إليك لعلك تقبل، وعجلت إليك ربى لترضى. يا رب لك الحمد على رئيس مصرى فلاح مدنى مسلم منتخب، يا رب لك الحمد أن الوحيد من بين الثلاثة عشر مرشحاً الذين خاضوا الانتخابات، هو محمد مرسى الذى لم يتقدم بنفسه لتلك الانتخابات، بل تم الدفع به رغماً عنه، يعنى هى جاءته، ولم يسع إليها، فأعنه يا رب العالمين وكن معه واجعل الخير على يديه، ورد كيد أعدائه إلى نحورهم. عندى كلام كثير، وكثير جداً أريد أن أقوله، ولكن لا يليق أبداً أن أتحدث اليوم فى غير الحمد لله. فالحمد الله الذى بنعمته تمت وتتم وستتم الصالحات، وسيفيض النيل، وتخضر الأرض وتصفر، وتعود مصر لسيرتها الأولى. والحمد لله الذى أرانا فى الظالمين عجائب قدرته، وشفا صدرونا بفيضانات رحمته، والحمد لله الذى نحن واثقون مطمئنون متأكدون أنه لن يخذل بلداً قال عنه: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".. ولن يخذل قلوب عباد تحبه وتحب من يحبه، تحب شرعه، وتخاف بطشه. عندى كلام كثير كثير، وعند حديث يطول ويطول، ولكن من العيب أن أنطق اليوم إلا بالحمد لله رب العالمين، فالحمد لله رب العالمين. [email protected]
