عزاء واجب: يا شعب مصر مات أستاذى عادل نور الدين، نقيب الإعلاميين- تحت التأسيس، يا شعب مصر مات أحد الغيورين على اللغة العربية, وأحد الذين نبذهم إعلام الحزب الوطنى وأقصاهم بعيدًا, فكان ذلك من سعد رزقه. فى العزاء: تذكرت مقولة تعنيف, وتوبيخ, وتهديد بالإبعاد عن الشاشة لمدة شهرين, وجهها لى أحدهم, قبل الثورة بشهرين وعقب أن رزقنى ربى حجة لبيته, وعدت والشفرة قد مسحت شعر رأسى, قال لى: "خلّى الحج ينفعك"، الغريب والغريب جدًا أنه نفعنى. فائدة: لا تحزن, واستمسك بكلمة الحق فى الرضا والغضب, وهرول خائفًا مرتعدًا وأنت تراه – صلى الله عليه وسلم- كيف كان متكئًا فجلس, وظل يردد "ألا وقول الزور, ألا وشهادة الزور". يا أخى, صدقنى والله العظيم ويمينًا مغلظًا "كل من عليها فانٍ". من الرزق: الانتصار للحق, فذلك شرف, لن يستحقه إلا من أراده الحق تعالى. خطيئة: لم تميز الثورة بين الباطل والحق, فقبلها كان الحق واضحًا, والباطل أكثر وضوحًا, ولم تغير الثورة كثيرًا من حقائق مصر, فالكراهية علت فوق المحبة, وللكراهية غرس المبطلون مائة ألف حبة. إخوان الشياطين: أكثر من بكى على ضياع ثروات مصر, لم يتعلم أن يحافظ على الباقى المتبقى, بل سعى ليهدى اللصوص البلد كله بحجة فاشية الخصوم المزعومة، وأولئك الذين بكوا مئات الملايين المنفقة على الانتخابات, أصروا على إعادتها من جيوب الناخبين. العمى: ما زلت أردد: "حبك الشىء يُعمى ويصم" وأقول "وغيرتك من المتطهرين, تجعلك تذوب شوقًا واشتياقًا لقوم لوط". الوهم: بعد كل دعاوى عصور التنوير, التغريب, والإضاءة والتهرب من ماء الوضوء, بقينا فى عصر توفيق عكاشة, وصرنا أشد قسوة من أولئك الذين عاشوا عصر الحجر, ومسحوا الجباة على باب إساف ونائلة. تغيير: بعد كل دروس التاريخ القاسية, ما زلنا نحاول غلق شرفة حمراء أسميناها أحداث عام أربعة وخمسين، وستُغْلَق بإذن الله. رؤيتى: لم تسقط الملايين مبارك, وما أزاحته المليونيات, بل قذفت به إلى طره, دعوة مظلوم سبقه إلى طره فى جوف ليل تحفه الملائكة. آية: بعد كل آياته فى خلقه التى فاقت رهبة الزلازل, ورعب البراكين, ما زلنا نعيش فى وهم الغفلة, ولا ندرك أنه لو كرر التاريخ نفسه, فإن نفس الأيادى التى شكت الظلم لإله عادل, ستعود أكثر تذللاً وتضرعًا لكاشف الغم, وهذه المرة, قد تدعو على كل من منح صوتًا لطاغية, ومكنه من الظلم. تعليقى الشخصى على الفقرة السابقة: ها أنا يا رب وامرأتى وأخواتى وأمى نبرأ إليك من جناية المشاركة فى قولهم: "أخرجوا آل لوط من قريتكم, إنهم أناس يتطهرون". فخر: يا لها من إصبع غُمست فى حبر فسفورى, وبعدها ناديته: "وعجلت إليك ربى لترضى" فلعلك ترضى. قسم: والله, والله يا رب سوف ترضى. [email protected]