علمت المصريون أن الحزب الوطني قد وجه تهديدات مشددة وصريحة إلى أمنائه بالمحافظات والشياخات بالفصل في حالة تكرار السيناريو الذي شهدته المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشعب ، حيث لم يفز سوى 40% من المرشحين الرسميين على قوائم الحزب . وهدد الحزب في بيانات ممهورة بتوقيع صفوت الشريف الأمين العام للحزب وجمال مبارك أمين لجنة السياسات بأن الحزب سيتعامل بقسوة مع أعضائه الذين يخالفون الالتزام الحزبي بعدم التعاون مع زملائهم المرشحين على لوائح الحزب أو دعم مرشحين حتى لو كانوا منشقين عن الحزب. وصدرت أيضا تهديدات مماثلة لأعضاء مجلس الشورى والمحليات بمواجهة مصير مماثل إذا تقاعسوا عن تقديم المساعدة للمرشحين قليلي الخبرة الذين يواجهون منافسة شرسة من الإخوان والمستقلين في العديد من الدوائر ، وذلك حتى لا يتكرر سيناريو المرحلة الأولى حيث الحزب خرج صفر اليدين بشكل كامل من بعض الانتخابات . ونبهت التعليمات إلى ضرورة قيام العمد والمشايخ وكوادر الحزب في المحليات بحشد أكبر كم من الناخبين لدعم مرشحي الحزب لفوز بمقعد واحد على الأقل من مقاعد أي دائرة تجرى فيها الانتخابات واستخدام كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة لفوز الوطني في المرحلة الثانية من الانتخابات والتي في تسع محافظات. وأشارت التعليمات التي وصلت إلى أمانات الحزب أن هذه الجولة تعد جولة حياة أو موت بالنسبة للحزب بعد مواجهته هزيمة قاسية في المرحلة السابقة وتكرار هذا السيناريو. من جانب ، أكدت مصادر أن جمال مبارك وجه تحذيرا شديد اللهجة إلى أمناء الحزب الوطني في بورسعيد المهندس محمد المنياوي والقليوبية اللواء عبد الرحمن بالإقالة من منصبيهما إذا تكرر سيناريو عام 2000 التي واجه فيها مرشحو الحزب الحاكم هزيمة ساحقة أنهت المستقبل السياسي لأمناء الحزب السابقين بالمحافظتين. وطلب جمال مبارك من شديد والمنياوي ضرورة الاستفادة من كافة الإمكانيات المتوافرة للمحافظتين وتسخير كافة كوادر الحزب للدعاية خصوصا أن الحزب يعتبر أن الحفاظ على أغلبية ساحقة ومريحة في الانتخابات هو السبيل الوحيد لتنفيذ برنامج الحزب الذي هو في نفس الوقت برنامج الرئيس مبارك الذي حاز به ثقة المواطنين في الانتخابات الماضية. وشددت المصادر على أن مبارك الابن قد وجه تعليمات أيضا إلى أمناء الحزب بالمحافظات بعدم المراهنة على أي مرشح منشق عن الحزب في جولة الإعادة وترك المنافسة بين كافة المرشحين حتى لا يتعرض المنشقون لنقمة الناخبين في هذه الجولة بعد أن أنضم حوالي 15 نائبا بعد نجاحهم إلى الحزب وهو ما لا يروق لكثير من الناخبين الذين صوتوا لهم بوصفهم مستقلين وهددوا بعدم التصويت مجددا لأي مرشح مستقل على مبادئ الحزب. من جانبه ، أكد الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة أن هذه التعليمات تكشف حالة التوتر التي يعاني منها قيادات الحزب الوطني التي تشعر أن تكرار سيناريو المرحلة الأولى يعني الانتحار السياسي للحزب وكوادره لذا فإن الحزب لن يترك أي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة للفوز بعدد كبير من المقاعد تؤمن له أغلبية مريحة. وأضاف أن الأسلوب الذي كان يتحدث به قيادات الوطني في المحافظات يكشف حالة التوتر التي يعانون وتلقيهم تأنيبا شديدا من القيادة السياسية التي حملتهم مسئولية الخيبة التي واجهها الحزب الحاكم خصوصا في دائرة مصر الجديدة التي تعد دائرة الرئيس ومحافظة المنوفية المعقل الرئيسي للحزب.