تسليم الكتب للطلاب في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد    هبوط أسعار الذهب اليوم السبت 21 سبتمبر 2024.. مفاجأة سارة    بشرى سارة.. وزير الإسكان: تخفيض 50% من رسوم التنازل عن الوحدات والأراضي    وزير الإسكان: تخفيض 50% من رسوم التنازل عن الوحدات والأراضي بالمدن الجديدة    العاهل الأردني: يجب التوصل لوقف إطلاق النار دائم في غزة    مسار صعب يخوضه رئيس الوزراء الفرنسي .. تحديات بانتظار الحكومة الجديدة    أستاذ علوم سياسية: توسيع الحرب مع حزب الله يعرض تل أبيب لخطر القصف    تشكيل ليفربول المتوقع أمام بورنموث.. صلاح يقود الهجوم    الزمالك يواجه فرق الشباب وديًا استعدادًا لموقعة السوبر الأفريقي    «بعد حبسه».. بلاغ جديد للنائب العام ضد الشيخ صلاح التيجاني يتهمه بازدراء الدين    الحالة المرورية بالقاهرة الكبري.. سيولة بشوارع وميادين القاهرة والجيزة    زاهي حواس: حركة الأفروسنتريك تهدف إلى إثارة البلبلة لنشر معلومة زائفة وكاذبة    «الصحة» تعلن استعداداتها للتأمين الطبي للمنشآت التعليمية تزامنًا مع بدء العام الدراسي الجديد    توزيع الحلوى والورود على الطلاب.. بدء الدراسة بحضور الصفوف الأولى بكفر الشيخ (صور)    بإجراءات جديدة.. المدارس تستقبل الطلاب في أول أيام العام الدراسي (تفاصيل)    الولاء والانتماء والمشروعات القومية.. أول حصة في العام الدراسي الجديد    مسؤولون أمريكيون: البيت الأبيض يتوقع توسع القتال بين حزب الله وإسرائيل    مجلس الأمن يحذر من التصعيد ويدعو إلى ضبط النفس بلبنان    بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية في سريلانكا    بوتين يشكل لجنة لإمداد الجيش الروسي بالمتعاقدين    ب«العمة والجلباب».. «المعاهد الأزهرية» تستقبل طلابها في أول أيام الدراسة بقنا (صور)    تقلبات أسعار الذهب في مصر: تقرير شامل لأسعار اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    اليوم.. نهائي بطولة باريس للاسكواش ومصر تسيطر على لقبي الرجال والسيدات    ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل الجولة الخامسة    أسعار الفاكهة في سوق العبور السبت 21 سبتمبر    أسعار الأسماك اليوم السبت 21 سبتمبر في سوق العبور    "مدرسة صفا مدرسة انتباه".. انطلاق العام الدراسي الجديد في بورسعيد - صور    استشاري نفسي: نشعر بالسعادة في فصل الخريف لبطء الحياة بعودة الروتين    انخفاض جديد في درجات الحرارة.. الأرصاد تزف بشرى سارة لمحبي الشتاء    استقرار أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 21 سبتمبر    السياحة تشارك في الدورة ال8 للملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة    هاني فرحات وأنغام يبهران الجمهور البحريني في ليلة رومانسية رفعت شعار كامل العدد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    ما حكم تلف السلعة بعد تمام البيع وتركها أمانة عند البائع؟.. الإفتاء تجيب    أسعار الاسماك والمأكولات البحرية اليوم في سوق المنيب بالجيزة.. «البلطي» بكام؟    وزير الخارجية: مصر تدعم جهود الحكومة الصومالية الفيدرالية الرامية لتحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب    «عاشور»: ارتفاع عدد الطلاب بالجامعات والمعاهد التكنولوجية    استكمال محاكمة محاسبة في بنك لاتهامها باختلاس 2 مليون جنيه    احتجزه في الحمام وضربه بالقلم.. القصة الكاملة لاعتداء نجل محمد رمضان على طفل    ريم البارودي تعلن انسحابها من مسلسل «جوما» بطولة ميرفت أمين    عاجل.. فيفا يعلن منافسة الأهلي على 3 بطولات قارية في كأس إنتركونتيننتال    ضبط 12شخصا من بينهم 3 مصابين في مشاجرتين بالبلينا وجهينة بسوهاج    وفاة والدة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية    رياضة ½ الليل| مواعيد الإنتركونتينتال.. فوز الزمالك.. تصنيف القطبين.. وإيهاب جلال الغائب الحاضر    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    بسمة وهبة تحتفل بزفاف نجلها في إيطاليا (فيديو)    موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    تحرش بهما أثناء دروس دينية، أقوال ضحيتين جديدتين ل صلاح التيجاني أمام النيابة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    عبد المنعم على دكة البدلاء| نيس يحقق فوزا كاسحًا على سانت إيتيان ب8 أهداف نظيفة    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    ضائقة مادية.. توقعات برج الحمل اليوم 21 سبتمبر 2024    مستشفى قنا العام تسجل "صفر" فى قوائم انتظار القسطرة القلبية لأول مرة    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    جوميز: الأداء تحسن أمام الشرطة.. وأثق في لاعبي الزمالك قبل السوبر الأفريقي    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفجوة الغذائية المستقبلية فى مصر فى ظل سيناريوهات المياه
نشر في المصريون يوم 11 - 11 - 2017


مقدمة
تتعرض الزراعة المصرية خلال العقود الثلاثة القادمة لتأثير العديد من المتغيرات التى سوف تحدث بالضرورة تغييرات جذرية على مسارها المستقبلى وخاصة بالنسبة للوضع الغذائى والفجوة الغذائية. وتتعلق هذه المتغيرات بجانبى عرض الغذاء والطلب وعليه ، والفجوة الغذائية ما هى إلا المحصلة النهائية لتفاعل المتغيرات على الجانبين.
ويتحدد عرض الغذاء فى ضوء أربعة متغيرات هى الموارد الزراعية وخاصة المياه والأرض والسكان كمصدر للقوة العاملة من ناحية ، ومحددا للمياه والأراضى المتاحة للزراعة من ناحية أخرى، والتطور التكنولوجى ونمو الإنتاجية. كذلك يتحدد الطلب على الغذاء نتيجة لأربعة متغيرات هى السكان والتغيرات السكانية ،والنمو الاقتصادى ،وتوزيع الدخول ، والأسعار.
ورغم تعدد المتغيرات المحددة للفجوة الغذائية ، إلا أن الموارد المائية تعتبر أهمها جميعا ، حتى أن الأمن المائى يعد مرادفا للأمن الغذائى وكلاهما وجهان لعملة واحدة. فالمياه المتاحة للرى هى التى تحدد الرقعة الأرضية المزروعة ومن ثم الطاقة الممكنة لإنتاج الغذاء. وتستهدف هذه الدراسة التعرف على أثر التغير فى الموارد المائية على الوضع الغذائى والفجوة الغذائية فى المدى الطويل. ونظرا لأن أثار التغيرات فى العوامل الأخرى المذكورة آنفا يتداخل بالضرورة مع اثر التغير فى الموارد المائية فيما يتعلق بالفجوة فإن الدراسة تتناول المياه باعتبارها المتغير الوحيد مع افتراض ثبات العوامل الأخرى على ما هى عليه باستثناء المتغيرات المؤثرة على كمية المياه المتاحة للزراعة والرى وهى بالتحديد عدد السكان ، وسد النهضة والسدود الإثيوبية الأربعة الأخرى ، والتغيرات المناخية.
ولتبيان تأثير كل من هذه المتغيرات الثلاثة على حدة ، تناولت الدراسة ثلاثة سيناريوهات، الأول يشتمل على السكان كمتغير وحيد على الكمية المتاحة للزراعة وإنتاج الغذاء والسيناريو الثانى يشتمل على متغيرى السكان وسد النهضة وتثبيت ما عداهما ، والسيناريو الثالث يشتمل على متغيرى السكان وسد النهضة مضافا إليهما التغيرات المناخية.
وتناقش الدراسة نتائج سيناريو رابع يفترض أن جهودا حكومية سوف تبذل لتقليص الفجوة الغذائية المستقبلية ، وأن تغييرات جذرية سوف تحدث فى السياسات الزراعية الراهنة لمواجهة التدهور الخطير المتوقع فى الوضع الغذائى المصرى فى المدى الطويل.
يجدر التنبيه إلى أن نتائج السيناريوهات الأربعة بالنسبة للوضع الغذائى والفجوة الغذائية ترتبط بالفروض التى أوردها الباحث لكل سيناريو على حده. فالسيناريوهات الثلاثة الأولى تركز على أثر العوامل التى يحتمل أن تؤدى إلى تدهور الوضع المائى فى مصر ، وفى المقابل تفترض أن لا جهود حكومية سوف تبذل لمواجهة هذا التدهور، ومع أنه افتراض قد يكون بعيدا عن الواقع ، إلا أن القصد من ذلك هو تنوير متخذى القرار بما يمكن أن يحدث من مخاطر بالنسبة للأمن الغذائى المصرى فيما لو ان الحكومة تخاذلت عن وضع وتنفيذ الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة التدهور المائى والغذائى المتوقع . أما السيناريو الرابع فيستهدف توضيح أثر بعض السياسات المقترحة على امكانيات تقليص الفجوة الغذائية المستقبلية أو على الأقل إيقاف التدهور الخطير المتوقع فى الوضع الغذائى والفجوة الغذائية بل فى تدهور القطاع الزراعى بوجه عام.
سيناريوهات المياه
1.2 سيناريو 1 : النمو السكانى مع ثبات الموارد المائية
يهتم هذا السيناريو بتوضيح أثر الزيادة السكانية - منفردة – على الفجوة الغذائية المستقبلية ، وتحديدا فى عامى 2030 و 2050 . وللزيادة السكانية تأثير مزدوج يضاعف من حجم الفجوة الغذائية . فهى من ناحية تؤدى إلى زيادة الطلب على المياه من أجل الاستخدامات غير الزراعية (الشرب والصناعة والنقل والسياحة والفاقد) وذلك بالقطع – مع افتراض بقاء الأشياء الأخرى على ما هى عليه- يكون على حساب المياه المتاحة للزراعة (الرى) الأمر الذى يؤدى بدوره إلى تقليص القدرة على الإنتاج الغذائى ومن ثم إلى زيادة الفجوة الغذائية. ومن ناحية أخرى ، تؤدى الزيادة السكانية إلى زيادة الطلب على الغذاء ، وهو ما يؤدى أيضا إلى زيادة الفجوة فى حالة عدم نمو الإنتاج بنفس نسبة زيادة استهلاك الغذاء.
وعلى ذلك فالفرضية الأساسية التى يقوم عليها هذا السيناريو هو النمو السكانى مع ثبات الموارد المائية ، وبالنسبة للنمو السكانى يفترض ما يلى :
خلال الفترة 2015- 2030 ينمو عدد السكان بمعدل 1.8% سنويا ، وعلى ذلك يرتفع عدد السكان (المقيمين بالداخل) من 90 مليون نسمة فى 2015 إلى 118 مليون فى 2030 .
خلال الفترة 2030- 2050 ينمو عدد السكان بمعدل 1.4% سنويا ، أى يرتفع عدد السكان إلى 160 مليون فى 2050
كما يفترض أيضا ثبات معدل الاستخدامات غير الزراعية للمياه (شرب واستخدامات منزلية وصناعة وسياحة ونقل وفواقد) على أساس المعدل الحالى البالغ 178 متر مكعب للفرد سنويا.
وطالما أن هذا السيناريو يركز فقط على أثر النمو السكانى على فجوة المياه ومن ثم على الفجوة الغذائية ، يفترض ما يلى :
لا ينشأ عن سد النهضة والسدود الأربعة الأخرى أية أضرار بالنسبة لحصة مصر المائية التاريخية.
لا ينشأ عن التغيرات المناخية أية أضرار بالنسبة لحصة مصر المائية التاريخية
ويعرض جدول (1) وشكلا (1) و (2) تطور العلاقات السكانية المائية الأرضية فى مصر خلال الفترة 1800- 2100 وهو يوضح أن عدد السكان زاد من نحو 10 مليون نسمة فى 1900 إلى 67.3 مليون نسمة فى 2000 ثم بلغ 90 مليون نسمة فى 2015 بمعدل نمو نحو 2% سنويا. وبتطبيق معدلات النمو التى سبق افتراضها لعامى 2030 و2050 يبلغ عدد السكان 118 و 160 مليون نسمة ، وبتطبيق معدل نمو 1.2% سنويا خلال الفترة 2050- 2100 يتوقع أن يبلغ عدد السكان 290 مليون نسمة فى نهاية الألفية. ونظرا لزيادة السكان بهذه المعدلات مع الثبات النسبى للموارد الأرضية والمائية ، فقد تدهور نصيب الفرد من نصف فدان و أكثر من 5000 متر مكعب فى 1897 إلى 0.13 فدان و 1034 متر مكعب 1990 .وباعتبار خط الفقر المائى العالمى (1000 متر مكعب) بدأت مصر تدخل مرحلة الفقر المائى بعد 1990 .ويستمرنصيب الفرد من الموردين (الأرض والمياه) باستمرار الزيادة السكانية حيث ينخفض نصيب الفرد من الأرض إلى 0.09 فدان ومن المياه إلى 535 متر مكعب فى 2025 وهو تقريبا خط الفقر المائى المدقع (500 متر مكعب سنويا) ، ويتوقع أن يتدهور نصيب الفرد من المياه إلى 470 متر مكعب فى 2030 ثم إلى 347 متر مكعب فى 2050 ، وخلال الخمسين سنة التالية أى بحلول نهاية القرن ، ينخفض نصيب الفرد من المياه إلى 191 متر مكعب سنويا.
جدول (1) تطور العلاقات السكانية المائية الأرضية فى مصر (1800- 2100 )

السنة السكان
(مليون) الأراضى الزراعية
(مليون فدان) نصيب الفرد من الأراضى الزراعية نصيب الفرد من المياه
(متر مكعب)
1800 2.0 2.0 1.0
1850 4.6 4.0 0.87
1897 9.7 4.9 0.51 5084
1907 11.2 5.4 0.48 4414
1927 14.2 5.5 0.39 3484
1937 15.9 5.3 0.33 3484
1947 19.0 5.8 0.31 2604
1960 26.1 5.9 0.23 1893
1970 33.2 6.0 0.18 1713
1980 42.1 6.1 0.14 1350
1990 55.0 7.2 0.13 1034
20002 67.3 7.6 0.12 845
20052 72.0 8.4 0.12 777
20103 81.2 8.7 0.11 700
20203 97.1 9.5 0.10 585
20253 106.2 10.0 0.09 535
2030 118.0 10.0 0.08 470
2050 160.0 10.0 0.06 347
2100 290.0 10.0 0.03 191
المصدر : 1) كشك ، محمد عاطف ، 1999 ، " الأرض والمياه فى مصر دراسة فى استخدام وإدارة الموارد فى الزراعة المصرية، القاهرة
2)من 2000-2010 : وزارة الزراعة واستصلاح الزراعى ، الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء
3)من 2025-2050 توقعات باستخدام المعدلات التاريخية
شكل (1) : تطور عدد السكان ومساحة الأراضى الزراعية خلال الفترة 1800- 2100
شكل (2) : تطور نصيب الفرد من المياه خلال الفترة 1897- 2100
سيناريو 2 : النمو السكانى + السدود الإثيوبية
يتناول هذا السيناريو توضيح إلى أى حد تُزيد الفجوة الغذائية نتيجة للأثر المشترك للنمو السكانى والسدود الإثيوبية معا على الموارد المائية المتاحة لمصر مع تجاهل الثر المحتمل للتغيرات المناخية على هذه الموارد. فضلا عن أثر النمو السكانى كما سبق توضيحه فى السيناريو السابق ، تؤدى السدود الإثيوبية الخمسة إلى تقليص حصة مصر المائية ومن ثم تقليل كمية المياه المتاحة للزراعة وإنتاج الغذاء مما ينشأ عنه زيادة حجم الفجوة، وذلك بافتراض بقاء الأشياء الأخرى على ما هى عليه.
وعلى ذلك يشتمل هذا السيناريو على متغيرين أساسيين هما المتغير السكانى ومتغير السدود الإثيوبية. وبالنسبة للسكان يحتفظ السيناريو بنفس الفرضين السابق الإشارة إليهما، أى نفس معدلات النمو السكانى (1.8% حتى 2030 و 1.4% خلال 2030-2050) وثبات معدل استخدامات المياه غير الزراعية (المرتبطة بالسكان) مستقبلا على أساس المعدل الحالى 178 متر مكعب للفرد سنويا.
وبالنسبة لسد النهضة والسدود الإثيوبية الأخرى المقامة على النيل الأزرق فسوف تؤثر سلبا على كمية المياه المتاحة للزراعة مستقبلا . وبينما يتوقع أن يبدأ تشغيل سد النهضة اعتبارا من الفيضان القادم (2018) ، فيتوقع أن يتم تشغيل السدود الأخرى بحلول 2025 ويفترض فى هذا الصدد أنها تتسبب فى مجملها فى اقتطاع 15 مليار متر مكعب سنويا من حصة مصر.

3.2 سيناريو 3 : النمو السكانى + السدود الإثيوبية + التغيرات المناخية
فى هذا السيناريو تتحدد كمية المياه المتاحة للزراعة وإنتاج الغذاء فى ضوء ثلاثة متغيرات أساسية هى عدد السكان والسدود الإثيوبية والتغيرات المناخية. وبالنسبة للمتغيرين الأولين فيدخلان فى هذا السيناريو بنفس الفروض التى سبق عرضها فى سيناريو 2 . أما بالنسبة للمتغير الثالث وهو التغيرات المناخية (انخفاض الأمطار على هضبة الحبشة) فيفترض أن تتسبب فى اقتطاع 10 مليار ات متر مكعب سنويا من حصة مصر اعتبارا من 2050 . ومع ذلك يفترض تحييد الآثار الأخرى للتغيرات المناخية (غرق أجزاء من أراضى شمال الدلتا )
خطوات تقدير الفجوة الغذائية المستقبلية
فى ظل كل سيناريو من السيناريوهات السابق عرضها ، يتم تقدير الفجوة الغذائية المستقبلية فى عامى 2030 و 2050 باتباع سبع خطوات. ففى الخطوة رقم 1 يتم تحديد المياه المتاحة للزراعة وإنتاج الغذاء ، الأمر الذى يتم من خلال خطوتين فرعيتين فيتم أولا حساب كمية المياه المطلوب استخدامها فى الأغراض غير الزراعية على أساس عدد السكان المتوقع ونصيب الفرد سنويا من المياه للأغراض غير الزراعية (فى سنة الأساس) ، ثم يتم خصم الكمية الناتجة من إجمالى الموارد المائية السنوية للحصول على كمية المياه المتاحة للرى. وفى الخطوة رقم 2 هى تحديد مساحة الأراضى المزروعة فى ضوء كمية المياه المتاحة للزراعة المحسوبة فى الخطوة السابقة على أساس متوسط الاحتياجات المائية السنوية للفدان. وفى الخطوة رقم 3 يتم حساب إجمالى المساحة المحصولية على أساس مساحة الأراضى المزروعة مضروبة فى معامل التكثيف المحصولى الحالى. وفى الخطوة رقم 4 يتم حساب التركيب المحصولى على أساس المساحة المحصولية والنسب الحالية لمساحات المحاصيل فى التركيب المحصولى الحالى .وفى الخطوة رقم 5 يتم حساب الإنتاج الكلى من المحاصيل المختلفة على أساس المساحات المحصولية المحسوبة فى الخطوة السابقة مضروبة فى الإنتاجيات الفدانية الحالية (سنة الأساس). وفى الخطوة رقم 6 يتم حساب الاستهلاك الكلى من كل محصول أو منتج حيوانى ( فى عامى 2030 و 2050) على أساس عدد السكان المتوقع مضروبا فى معدلات الاستهلاك الفردي الحالية (فى سنة الأساس). وفى الخطوة رقم 7 يتم حساب الفجوة الغذائية على أساس الاستهلاك الكلى المتوقع من كل محصول أو منتج حيوانى (المحسوب فى الخطوة رقم 6) والإنتاج الكلى المتوقع من ذات المحصول أو المنتج والمحسوب فى الخطوة رقم 5.
الموازنات المائية وكميات المياه المتاحة للزراعة وإنتاج الغذاء فى ظل سيناريوهات المياه
يبلغ إجمالى الموارد المائية الحالية (فى سنة الأساس 2015) من مصادرها المختلفة حوالى 72 مليار متر مكعب سنويا ، تشمل 55.5 مليار متر مكعب حصة مصر من مياه النيل و4.5 مليار متر مكعب من المياه الجوفية والأمطار و 12 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعى . وبالنسبة لتوزيع هذه الموارد بين استخدامات المياه ، تحصل الزراعة وإنتاج الغذاء على النصيب الأكبر (نحو 78%) ، نحو 56 مليار متر مكعب ، بينما تستأثر الاستخدامات غير الزراعية بباقى الموارد المائية (22%) ويبلغ 16 مليار متر مكعب. أما فى سيناريو 1 وبسبب الزيادة السكانية ترتفع الترتيب ، وهذه الكميات تقتطع بالضرورة من مياه النيل ، ويتبقى للزراعة وإنتاج الغذاء 51 و 44 مليار متر مكعب فى السنتين كمية المياه المطلوبة للاستخدامات غير الزراعية إلى 21 و 28 مليار متر مكعب سنويا فى 2030 و 2050 على الترتيب، أى أن ال 5 و 12 مليار الزيادة فى الاستخدامات غير الزراعية تقتطع من كمية المياه المتاحة للزراعة وإنتاج الغذاء (جدول (2)).

المورد 2015 سيناريو
1 سيناريو
2 سيناريو
3
2030 2050 2030 2050 2030 2050
مياه النيل 55.5 55.5 55.5 40.5 40.5 40.5 30.5
جوفية وأمطار 4.5 4.5 4.5 4.5 4.5 4.5 4.5
أخرى 12 12 12 10 10 8 6
جملة الموارد المائية 72 72 72 55 55 53 41
استخدامات المياه غير الزراعية 16 21 28 21 28 21 28
المياه المتاحة للزراعة 56 51 44 34 27 32 13
جدول (2):الموازنات المائية وكميات المياه المتاحة للزراعة وإنتاج الغذاء فى ظل سيناريوهات المياه
المصدر :1) بالنسبة لسنة الأساس : وزارة الموارد المائية والرى
2) بالنسبة لعامى 2030 و 2050 : حسبت على أساس سنة الأساس استنادا إلى الفروض المذكورة فى الدراسة
مساحة الأراضى المزروعة فى ظل سيناريوهات المياه
حٌسبت مساحة الأراضى المزروعة المتوقعة مستقبلا على أساس كمية المياه المتاحة للزراعة سنويا فى كل سيناريو مقسومة على متوسط الاحتياجات المائية للفدان فى سنة الأساس والبالغ 6440 متر مكعب سنويا، والنتائج معروضة بجدول (3). وقد تم تحييد أثر العوامل الأخرى المحددة للرقعة الزراعية ومن أهمها التصحر والتملح والتغول العمرانى (20 ألف فدان سنويا أى فقد 600 ألف فدان من الأراضى القديمة بحلول 2050 ) استبعاد احتمالات غرق أراضى الدلتا نتيجة لارتفاع مياه البحر فى إطار ظاهرة الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية.
جدول (3): الأراضى المزروعة فى ظل سيناريوهات المياه

سيناريو (1) سيناريو (2) سيناريو (3)
المياه
(م م3) الأرض
مليون فدان المياه
(م م3) الأرض
مليون فدان المياه
(م م3) الأرض
مليون فدان
2015 56 8.7 56 8.7 56 8.7
2030 51 7.9 32 5.3 27 4.2
2050 44 6.8 27 4.5 13 2.0
المصدر : حسبت من جدول 2استنادا إلى متوسط احتياجات الفدان من المياه البالغ 6440 متر مكعب سنويا
التركيب المحصولى
يفترض فى السيناريوهات ثبات النمط الانتاجى على ما هو عليه كما كان سائدا فى فترة الأساس. ومن ثم يتم حساب التركيب المحصولى الذى يعكس النمط الإنتاجى من خلال خطوتين ، الأولى حساب إجمالى المساحة المحصولية المتوقعة بضرب مساحة الأرض الزراعية (جدول 2) فى معامل التكثيف المحصولى فى النمط الإنتاجى الراهن (1.8). وفى الخطوة الثانية يتم حساب التركيب المحصولى فى عامى 2030 و2050 بضرب إجمالى المساحة المحصولية المحسوبة فى النسب المئوية لمساحات المحاصيل فى سنة الأساس ، والنتائج معروضة فى جدول (4).
جدول (4) التركيب المحصولى المتوقع

النوع 2015 2030 2050
م فدان % S1 S2 S3 S1 S2 S3
القمح 3.48 22.3 3.2 2.2 2.0 2.7 1.8 8.
الذرة 2.87 18.4 2.6 1.9 1.7 2.2 1.5 7.
الأرز 1.22 7.8 1.1 8. 7. 1.0 6. 3.
ج الحبوب 7.76 49.0 7.0 5.0 4.4 6.0 4.0 1.8
بقول 0.11 7. 1. 1. 1. 1. 1. 0
زيوت طعام 0.24 1.5 2. 2. 1. 2. 1. 1.
سكر 0.84 5.4 8. 5. 5. 7. 4. 2.
اعلاف 2.18 13.9 2.0 1.4 1.3 1.7 1.1 5.
خضر 2.13 13.6 1.9 1.4 1.2 1.7 1.1 5.
فاكهة 2.45 15.7 2.2 1.6 1.4 1.9 1.3 6.
إجمالى المساحة المحصولية 15.64 100 14.2 9.5 7.6 12.2 8.1 3.6
المصدر :1) بالنسبة لسنة الأساس 2015 : وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ،قطاع الشئون الاقتصادية
2)بالنسبة لإجمالى المساحة المحصولية لعامى 2030 و 2050 حسبت على أساس الأراضى المزروعة (جدول 3) ومعامل التكثيف المحصولى (1.8) والنسب المحصولية فى سنة الأساس
الإنتاجيات المحصولية الفدانية والإنتاج الكلى
الفرضية الأساسية فيما يتعلق بالإنتاجية الزراعية هى ثبات الإنتاجيات الفدانية للمحاصيل المختلفة ، مما يعنى ضمنيا تحييد العوامل المؤثرة على الإنتاجية وأهمها: التطور التكنولوجى وأثره الإيجابى على الإنتاجية ، والتغيرات المناخية وآثارها السلبية فى الأغلب ،وزيادة التفتت الحيازى التي تؤدى إلى تناقص الإنتاجية، واستخدام نوعية متدنية من مياه الرى مثل اللجوء إلى استخدام مياه الصرف الزراعى والصحى والصناعى فى الرى، وتدهور التربة فى مساحات واسعة من الأراضى نتيجة لشح المياه وخاصة التصحر والتملح ،وعدم كفاية التصرفات المائية الفعلية لتغطية المقننات المائية الفدانية المناسبة. وقد حسب الإنتاج الكلى باستخدام المساحات المحصولية المقدرة لعامى 2030 و 2050 وإنتاجيات سنة الأساس ، والنتائج معروضة بجدول (5).
جدول ( 5 ) الإنتاج الكلى المتوقع من الغذاء (مليون طن)

النوع 2015 2030 2050
S1 S2 S3 S1 S2 S3
القمح 9.61 8.7 6.2 5.5 7.5 5 2.2
الذرة 8.06 7.3 5.2 4.6 6.3 4.2 1.9
الأرز 5.47 5.0 3.5 3.1 4.3 2.8 1.3
ج الحبوب 23.14 21.0 14.9 13.2 18.1 12.0 5.4
بقول 0.27 0.2 0.2 0.2 0.2 0.1 0.1
زيوت طعام 0.16 0.1 0.1 0.1 0.1 0.1 0
سكر 2.37 2.2 1.5 1.4 1.8 1.2 0.5
خضر 12.99 11.8 8.4 7.5 10.1 6.7 3
فاكهه 15.10 3.7 9.8 8.7 11.8 7.8 3.5
ألبان 5.25 4.8 3.4 3 4.1 2.7 1.2
لحوم حمراء 0.79 0.7 0.5 0.5 0.6 0.4 0.2
دواجن 1.29 1.2 0.8 0.7 1 0.7 0.3
أسماك 1.52 1.4 1 0.9 1.2 0.8 0.3
المصدر : حسبت من جدول (4) والإنتاجيات الفدانية للمحاصيل فى سنة الأساس (2015) المنشورة فى :وزارة الزراعة ، قطاع الشئون الاقتصادية ، نشرة الإحصاءات الزراعية ، الجزأين الأول والثانى لعام 2014/2015
الاستهلاك الكلى
الفرضية الأساسية فى السيناريوهات موضع الدراسة أن الزيادة فى الاستهلاك القومى تنشأ نتيجة للزيادة السكانية مع تحييد العوامل الأخرى المؤثرة على الاستهلاك ، وعلى ذلك الاستهلاك المتوقع من أى سلعة يقدر بضرب عدد السكان المتوقع فى كل سيناريو فى معدل استهلاك الفرد فى سنة الأساس ، أى يفترض أن النمط الاستهلاكى الراهن سوف يستمر كما هو عليه فى سنة الأساس خلال العقود الثلاثة القادمة من أهم العوامل التى يفترض تحييدها فى التأثير على الإنتاجية : التغيرات فى التركيب السكانى ، والتغيرات فى توزيع الدخول ،والنمو الاقتصادى ( معدل النمو السنوى فى الدخل الفردى ) ،والتغيرات السعرية.

جدول ( 6 ) الاستهلاك الكلى (المتاح للاستخدام) المتوقع من الغذاء فى عامى 2030 و 2050 مقارنا بسنة الأساس(مليون طن )

النوع 2015 2030 2050
القمح 18.4 24.1 32.6
الذرة 14.9 19.5 26.4
الأرز 5.3 6.9 9.3
ج الحبوب 38.6 50.5 68.3
بقول 0.6 0.7 0.9
زيوت طعام 0.7 0.9 1.2
سكر 3 3.9 5.3
خضر 12.3 16.2 22.0
فاكهه 14 18.3 24.8
ألبان 6.6 8.6 11.7
لحوم حمراء 1.4 1.8 2.4
دواجن 1.4 1.8 2.4
أسماك 1.8 2.3 3.1
المصدر :
1) بالنسبة لسنة الأساس (2015) : وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ، قطاع الشئون الاقتصادية ،دراسة الميزان الغذائى بجمهورية مصر العربية لعام 2015
2) بالنسبة لعامى 2030 و 2050 : حسبت على أساس متوسط استهلاك الفرد من السلع الغذائية واستنادا إلى عدد السكان المتوقع
نتائج الفجوة الغذائية المستقبلية فى ظل سيناريوهات المياه
بطبيعة الحال يختلف حجم الفجوة الغذائية المستقبلية بين السيناريوهات المدروسة نظرا لاختلاف الفروض التى تنطوى عليها فيما يتعلق بجانبى عرض المياه والطلب عليها .ونتائج السيناريوهات بالنسبة لإنتاج الغذاء والاكتفاء الذاتى والفجوة الغذائية معروضة فى جداول (7) و (8) و (9) .ويمكن إيجاز أهم نتائج السيناريوهات فيما يلى:
1) مع ثبات الأشياء الأخرى على ما هى عليه ، تؤثر الزيادة السكانية على الفجوة الغذائية تأثيرا مزدوجا ،فعلى جانب العرض تؤدى إلى تناقص كمية المياه المتاحة للزراعة ومن ثم إلى تناقص إنتاج الغذاء ، وعلى جانب الطلب تؤدى زيادة السكان إلى زيادة استهلاك الغذاء بنفس معدل النمو السكانى . وعلى سبيل المثال ، تزيد فجوة الحبوب فى 2030 بنسبة 91% وفى 2050 بنسبة 212% ، وتنخفض نسبة الاكتفاء الذاتى فى الحبوب من 60% فى الوضع الراهن (2015) إلى 42% فى 2030 ثم إلى 27% فى 2050 . مع ملاحظة أننا استخدمنا معدلات نمو سكانى أقل كثيرا من المعدل الحالى).
2) يضاعف سد النهضة والسدود الإثيوبية الأخرى – بجانب النمو السكانى- من أزمة المياه فى مصر، إذ تنخفض نسبة الاكتفاء الذاتى فى الحبوب إلى 30% فى 2030ثم تنخفض إلى 18% فى 2050 .
3) من المحتمل أيضا أن تساهم التغيرات المناخية فى تدهور الوضع المائى يتبعه تدهور فى الوضع الغذائى، فتنخفض نسبة الاكتفاء الذاتى فى الحبوب إلى 26% فى 2030 ثم إلى 8% فى 2050 .
4) بحلول عام 2030 وربما قبل ذلك بسنوات ، تتلاشى الصادرات الزراعية المصرية ، إذ تتحول مصر من مصدر للخضر والفاكهة إلى مستورد لهما نتيجة لتأثير الزيادة السكانية فقط على كل من كمية المياه المتاحة لإنتاج الغذاء واستهلاك الغذاء.
جدول ( 7 ) نقص الإنتاج الكلى للحبوب

2030
% 2050
%
سيناريو1 - 9 - 22
سيناريو2 - 35 - 48
سيناريو3 - 42 - 77
المصدر : حسبت من جدول (5)

جدول ( 8 ) نسبة الاكتفاء الذاتى (%) للحبوب

2030
% 2050
%
سيناريو1 91 212
سيناريو2 130 264
سيناريو3 141 307
المصدر : حسبت من جدولى (5) و (6)
جدول ( 9 ) الفجوة الغذائية فى الحبوب ( مليون طن )

2015
% 2030
% 2050
%
سيناريو 1 60 42 27
سيناريو 2 60 30 18
سيناريو 3 60 26 8
المصدر : حسبت من جدولى (5) و ( 6 )
أستاذ الاقتصاد الزراعى
كلية الزراعة، جامعة القاهرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.