على مدار اليومين الماضيين نشطت جهات مجهولة في وزارة الداخلية في الترويج لأخبار مفزعة عن أعمال إرهابية وشيكة ومتوقعة في أعقاب جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة ، وبصورة مفاجئة أصبحت تلك الأخبار تنشر كل عدة ساعات بكثافة غير معهودة منذ بدء ثورة يناير ، فقد أعلنت وزارة الداخلية أول أمس أنها ألقت القبض على العشرات من جماعة التبليغ والدعوة في أحد مساجد مدينة العاشر من رمضان ، وادعت أنهم كانوا يخططون لأعمال عنف وأنه كان بينهم شخصيات عربية مجهولة ، حسب بيان الداخلية ، ثم قامت الوزارة أمس بنشر بيان جديد على لسان وزير الداخلية يقول فيه أن هناك عناصر إرهابية ترتدي زيا للقوات المسلحة والشرطة المصرية ربما تخطط للقيام بأعمال عنف وإرهاب في أعقاب الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية من غير أن توضح أي معلومات عن هذه الخلايا المزعومة التي تم اكتشافها فجأة ، ثم أصدرت جهات مجهولة بوزارة الداخلية بيانات صباح اليوم الأحد نقلتها وكالة رويترز تتحدث فيه عن أنها قامت بضبت 22 من العناصر الإرهابية التي تخطط لأعمال عنف وإرهاب في مصر خلال المرحلة المقبلة . وقد حذر خبراء أمنيون من تلك التوجهات الخطيرة التي تحاول فيها قيادات بوزارة الداخلية إعادة إنتاج سيناريوهات نشر الخوف التي احترفها النظام السابق ، ولفت الخبراء الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم إلى أن هذه البيانات المتلاحقة لم تظهر إلا في الساعات الأخيرة عندما ظهرت مؤشرات لدى الجهات المعنية بأن فرص مرشح قوى الثورة محمد مرسي تضاعفت للفوز برئاسة الجمهورية ، وأنه يخشى أن يكون المقصود من تسريب هذه الأخبار الغامضة تمهيد الأجواء لإثارة القلاقل أمام الرئيس الجديد إن كان محمد مرسي ، أو التمهيد لحملة قمع وإعادة إعلان حالة الطوارئ في حالة نجاح الفريق أحمد شفيق لترويع قوى الثورة ومحاولة كسر شوكتها . ومن جانبه قال اللواء محمود قطرى الخبير الامنى ان هناك سيناريو ومخطط يتم الاعداد له للتمهيد لانقلاب فى حال فوز الدكتور محمد مرسى بالانتخابات الرئاسية مؤكدا ان ما تقوم به اجهزة الامن حاليا ماهو الا نفس الاسلوب الاجرامى حسب قوله الذى اعتدنا عليه منذ عهد مبارك البائد وهو اسلوب التخطيط والتمهيد للاحداث عن طريق نشر شائعات واطلاق تسريبات واخبار لاستباق الاحداث والتنبيه عما سيحدث بالايام القادمة . واضاف قطرى فى تصريحات خاصة ل " المصريون " ان الاجهزة الامنية والمجلس العسكرى يعملان فى خدمة الفريق احمد شفيق فهما منتميان لنظام مبارك ويحاولا ان يستمر الوضع كما هو دون اصلاح . مشددا على وجود مؤامرة تحاك لمصر بالايام القادمة فى منتهى الخطورة يتم حياكة خيوطها بعناية شديدة والشواهد كلها تدل على ذلك خاصة إذا ما ربطنا تلك التمهيدات بقرار وزارة العدل بمنح رجال الشرطة الضبطية القضائية ليتدخلوا فى الامن الداخلى وهو ما يعد تمهيدا لحدوث انقلاب عسكرى للسيطرة على البلاد لانجاح السيناريو المزعم تنفيذه . واوضح قطرى ان اللواء عمر سيلمان رئيس المخابرات العامة السابق ألمح إلى نفس السيناريو مؤخرا . اما فى حال فوز شفيق فستستمر اجهزة الدولة بالعمل كما كانت عليه فى عهد مبارك باستخدام نفس الاساليب القمعية والتفكير التمهيدى لاى مخططات يريدون تنفيذها على ارض الواقع من اجل اثارة مخاوف الناس .