قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، التقى أمس الأربعاء، مجموعة من الناشطين الإنجيليين البارزين من الولاياتالمتحدة فى مكتبه بالقاهرة، حيث ناقشوا التصدي لتنظيم «داعش» وآفاق السلام بين (إسرائيل) والعالم العربى، وحالة المسيحيين في مصر وأماكن أخرى في المنطقة. واستمر الاجتماع، وهو الأول من نوعه، لمدة ثلاث ساعات تقريبا، وفق الصحيفة، وأظهر «السيسي» اهتماما بإقامة علاقة وثيقة مع واحدة من أكبر الطوائف الدينية وأكثرها تأثيرا في الولاياتالمتحدة. وبحسب الصحيفة، فإن الاجتماع خطط له «جويل روزنبرج» الناشط الإنجيلي الأمريكي الذي يعيش حاليا في القدسالمحتلة. وبدأت فكرة الاجتماع، عندما شارك «روزنبرج» فى اجتماع عقده «السيسي» فى وقت سابق من هذا العام بواشنطن العاصمة مع خبراء فى الشرق الأوسط وقادة منظمات يهودية ومسؤولين سابقين كبار بالحكومة الأمريكية، وآنذاك بحث الناشط مع المسؤولين في دائرة الرئيس السيسي فكرة تنظيم لقاء له مع الزعماء الإنجيليين. وقال «روزنبرج» الذي تحدث مع صحيفة «هآرتس» بعد الاجتماع الذي ضم 12 ناشطا إنجيليا: «كان من المفترض أن يستمر ساعة، لكنه استغرق ثلاثة ساعات تقريبا»، بحضور رئيس المخابرات المصرية، «خالد فوزي»، ورئيس الكنائس البروتستانتية في مصر «أندريا زكي». وأضاف أن هذا الاجتماع يعد الأول من نوعه، حيث لم يُعقد أي اجتماع من هذا القبيل في التاريخ الحديث. وبحسب الصحيفة، عبر «السيسي» خلال الاجتماع، عن تعازيه للشعب الأمريكى عقب الهجوم الذى وقع الثلاثاء فى نيويورك وأسفر عن 8 قتلى، وقال إن مصر والولاياتالمتحدة شركاء في مكافحة الإرهاب والتطرف. وأوضح «روزنبرج» أن «االسيسي» أبلغ المجموعة أنه يريد «البناء على إرث الرئيس الراحل أنور السادات» الذي وقع اتفاق سلام مع (إسرائيل) عام 1978. وأضاف: «لقد شرح الرئيس لنا أن مصر تعلمت الكثير على مر السنين حول كيفية صنع السلام والحفاظ عليه ولأنه له دور قيادي في العالم العربي، يمكن أن يساعد الآخرين على التحرك نحو السلام استنادا إلى تجربته الفريدة». وذكر «روزنبرج» أن «السيسي لم يدخل فى تكتيكات وتفاصيل عملية السلام، لكنه أعرب عن تأييده لهذا الجهد». وخلال العام الماضي، ذكر «السيسي» عدة مرات أن مصر تعتقد أن اتفاق السلام الإسرائيلي - الفلسطيني يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الشرق الأوسط بأكمله، وشجع إدارة «دونالد ترامب» على متابعة مثل هذه الصفقة. ويعتبر المجتمع الإنجيلي في الولاياتالمتحدة مؤيدا جدا ل(إسرائيل)، وعلى مدى العقدين الماضيين، أقام السياسيون اليمينيون والمنظمات الإسرائيلية شراكات هامة مع الجماعات المسيحية الإنجيلية، وهناك أكثر من 60 مليون مسيحي إنجيلي في الولاياتالمتحدة، وأكثر من 600 مليون في جميع أنحاء العالم.