أسامة القوصى فى دائرة الجدل والإثارة دائماً، وهذه المرة يثير الجدل برأى لم يسبقه به أحد من قلب المركز "الكاثوليكى" ضمن فعاليات المهرجان الكاثوليكى للسينما، والذى ضم لأول مرة شخصية تحمل لقب "شيخ سلفى" فى خطوة غامضة ومحيرة". الشيخ القوصى "قال إن المشاهد التى توصف بالإباحية، والتى يعترض عليها الإسلاميون لأنها تقود المجتمع للرذيلة مشاهد طبيعية يقبلها فى السينما خصوصاً إذا كانت الحبكة الدرامية تستوجب ذلك!! ضربت كفاً بكف، وأنا أقرأ تصريحات "الشيخ"، التى لا تختلف كثيراً عن تبريرات ممثلات أفلام العُرى والبورنوجرافى ومشاهد السرير ولا عن تصريحات المخرجين والمنتجين إياهم، فهم يتحججون بأن المشاهد طبيعية وجاءت فى سياق درامى واستدعتها الحبكة. أما المصيبة السوداء فكانت عندما استشهد القوصى بقصة يوسف وامرأة العزيز فى القرآن على صحة "فتواه" وإعطائها مسحة شرعية مزيفة، فقد ذكر القرآن إغراءات امرأة العزيز لتراود يوسف عن نفسه – بحسب زعمه!! لا حول ولا قوة إلا بالله!! القوصى يدافع عن كل ما قدمته السينما المصرية – وربما العربية – من إباحية وعُرى ومشاهد جنس فاضح ورقص خليع، ولا يكتفى بذلك إنما يحاول – فى المهرجان الكاثوليكى – إيجاد مخرج شرعى لها.. وسؤالى للشيخ المتحرر من التابوهات أبو حبكة درامية: أين يكمن التطور.. أفى عقلك أم فى شىء آخر؟! وماذا تنتظر بعد البقين الحامضين دول؟ أوسكار فى التسامح، أم تكريم فى مهرجان "كان" على مُجمل تخبيطاتك؟ أين احترام القرآن الكريم لنربأ به عن هذه المساخر والمهازل؛ فالقصة فى القرآن أعلت من شأن الطهر والعفة وزينت للمتلقى طريق العصمة من الوقوع فى الخطيئة، واكتفى المشهد لبيان الإغراء بأقل عبارة "غلقت الأبواب وقالت هيت لك"، أما أفلامك يا شيخ قوصى وأفلام مهرجانك الكاثوليكى فتزين الفحش وتدعو للرذيلة وتحض على ارتكاب الخطيئة.. والتعبير القرآنى بالصور والقصص هو أسمى تعبير عن أجمل المعانى وأسمى الأفكار والمشاعر. وأفلام القوصى التى يدافع عنها مستخدماً كتاب الله – حاشاه – حَوَت مشاهد وصوراً لا تعبر إلا عن أحط وأقذر الممارسات والإيحاءات القبيحة والألفاظ البذيئة. لم يكن لهذا الشيخ الاستشهاد هناك فى مهرجانه الكاثوليكى بالقرآن، إنما بسفر "نشيد الإنشاد". الفن الراقى يا قوصى، والذى كان ينبغى عليك الدفاع عنه وتأطيره وطرح رؤاه، ليس المشاهد الإباحية والإيحاءات الجنسية ومشاهد الفراش، وليس فى قدم راقصة ولا جسد ممثلة عار، إنما فى القدرة على مخاطبة القلب والوجدان والعقل؛ ولذلك قال الأديب الكبير برناردشو عن الرسام العالمى روفائيل: "إنه كان سيظل أعظم فنانى التاريخ حتى لو وُلد بغير ذراعين.. وأن الموسيقار العالمى بيتهوفن قد أنتج أعظم سيمفونياته بعد أن أُصيب بالصمم"! القوصى بفتواه المريبة ورأيه الشاذ أضعه أمام ما قاله العالم الربانى وإمام الدعاة الذى تاب على يديه كثير من الممثلات والفنانات اللاتى وقعن فى الماضى فى تلك المساخر.. فعندما سُئل الإمام الشعراوى عما يجوز وما لا يجوز فى الفن والتمثيل قال رحمه الله – ولم يكن بالطبع فى المركز الكاثوليكى-"ما يجوز فى الواقع يجوز فى التمثيل وما هو حرام فى الواقع يُحرم قطعاً فى التمثيل". سياق درامى.. وحبكة درامية.. ومهرجان كاثوليكى.. لا يا شيخ!!