فى الرابع والعشرين من الشهر الماضي, نجحت ناقلة الغاز الروسية العملاقة "كريستوف دى مارجيري" فى أول رحلة تجارية لها من النرويج إلى كوريا الجنوبية, وذلك بالعبور عبر الممر الشمالى وفى فترة زمنية قياسية استمرت فقط 6 أيام, متفادية عبور قناة السويس التى يستغرق عبورها 22 يومًا. وحينها رد مسئولون مصريون وقالوا: إن ذلك لن يؤثر على قناة السويس, فالعبور هناك ضئيل للغاية مقارنة بقناة السويس, وغير متاح فى كل الأوقات, بالإضافة إلى أن الممر الشرقى غير آمن بالمرة, وعادة لا تمر الناقلات بسلام، غير أن تعاظم الاهتمام بالممر الشمالى خلق مخاوف كبيرة لدى الجانب المصرى على مستقبل الممر الجنوبي, إذ صرح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن معظم دول أسيا والمحيط الهادئ مهتمة بتطوير الممر الشمالى البحري، الذى يعد منافسًا للممر الجنوبى التقليدي، الذى تمر خلاله السفن عبر قناة السويس. وقال بوتين، اليوم الجمعة خلال زيارة إلى مجمع "زفيزدا" لبناء السفن التقى خلالها بالكادر العامل: "أود أن أهنئكم بالحدث الجديد، الشروع ببناء أربعة سفن مخصصة للجليد ذى السماكة العالية، والتى ستصنع بطلب من "روس نفط"، وستعزز الطلبية مواقع الشركة وقدرات قطاع الطاقة". وبفضل هذا الممر، ستوفر شركات الشحن الوقت والمال، فعلى سبيل المثال تكون الرحلة البحرية من شنغهاى إلى ميناء هامبورغ الألمانى عبر الممر الشمالى أقصر ب2800 ميل بحرى عن الطريق المار عبر قناة السويس, بحسب خبراء روس، حيث إن مسافة الرحلة البحرية من ميناء "يوكوهاما" فى اليابان إلى ميناء روتردام بهولندا عبر الممر الشمالى تبلغ 7300 ميل بحري، فى حين تصل إلى 12500 ميل بحرى عبر الممر الجنوبي. وفى العام الماضي، تم شحن ما يقارب 7266 ألف طن عبر الممر الجنوبى من خلال قناة السويس، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 51100 ألف طن بحلول العام 2030، بحسب بيانات نقلتها وكالة "نوفوستي" الروسية. عبد التواب حجاج, أستاذ اللوجستيات بأكاديمية النقل البحري, أوضح أن هناك ممرات عديدة بديلة لقناة السويس فى القطب الشمالى وغيره, لكن ذلك لا يعنى موت قناة السويس. وأشار حجاج ل"المصريون"، أن الممر الشرقى بالقطب الشمالي، غير آمن مقارنة بقناة السويس, وأن العديد من الحاويات لا تستطيع عبور تلك الممر لأن بعض البضائع لا تتحمل درجة البرودة المتواجدة هناك, لذلك لا يمثل هذا الممر تهديدًا بصورة كبيرة. وأوضح, أستاذ النقل, أن السفن التى تمر من القطب الشمالى حتى بعد تطوير الممر هناك, لا تقارن بقناة السويس, فإذا كانت قناة السويس تستقبل سنويًا 40 مليون حاوية, فأن عدد السفن التى تمر من الممر الشرقى لا يتعدى ال40 حاوية سنويًا. وتابع: "لا تستطيع السفن أن تعبر الممر الشرقى المتجمد دون أن تكون ناقلة وكاسحة فى آن واحد أو يسبقها كاسحة جليد لتمهد لها الطريق للعبور, كما أن هيئة قناة السويس تعمل دائما على مواجهة إى تحديات أو تهديد لها, من خلال التطوير فى الحال. وتنمية الممر الشمالي، تأتى ضمن خطة استراتيجية لروسيا تهدف لتطوير القطب الشمالي، المنطقة التى تحتوى على كميات كبيرة من المعادن والنفط الخام والغاز الطبيعي.