أثار عبور ناقلة الغاز الروسية العملاقة "كريستوف دى مارجيري"، فى أول رحلة تجارية لها لنقل الغاز الطبيعى المسال عبر الممر الشمالى, في الأسبوع الماضي، متفادية عبور قناة السويس، مخاوف عديدة حول مستقبل القناة, خاصة وأن الرحلة تمت في وقت قياسي. وخلال فترة دامت ستة أيام ونصف فقط، أنهت الناقلة مهمتها من "هامرفست" فى النرويج إلى "بوريونج" فى كوريا الجنوبية، عبرت خلالها المحيط المتجمد الشمالى مخترقة حقولاً جليدية بسماكة 1.2 متر. وعادة تبحر السفن فى رحلة كهذه عبر الممر الجنوبى الذى تعبر خلاله قناة السويس، وتستغرق رحلة كهذه نحو 22 يومًا، ما يعنى أن الرحلة عبر الممر الشمالى أقصر ب30% عن الممر الجنوبي. وبذلك ستتمكن شركات النقل البحرى الصينية، من توفير الوقت والمال، فعلى سبيل المثال تكون الرحلة البحرية من شنغهاى إلى ميناء هامبورج الألمانى عبر الممر الشمالى أقصر ب2800 ميل بحرى عن الطريق المار عبر قناة السويس، ما يعد نذير شؤم للقناة. وقال عبد التواب حجاج, أستاذ اللوجستيات بأكاديمية النقل البحري, والمستشار الاقتصادى لقناة السويس سابقًا ل "المصريون", إن "هناك ممرات عديدة بديلة لقناة السويس فى القطب الشمالى وغيره, لكن ذلك لا يعنى موت قناة السويس". وأضاف ل"المصريون": "الممر الشرقى بالقطب الشمالى غير آمن مقارنة بقناة السويس, والعديد من الحاويات لا تستطيع عبور هذا الممر، لأن بعض البضائع لا تتحمل درجة البرودة الموجودة هناك, لذلك لا يمثل هذا الممر تهديدًا بصورة كبيرة". وأوضح أن "السفن التى تمر من القطب الشمالى ضئيلة جدًا مقارنة بقناة السويس, فإذا كانت قناة السويس تستقبل سنويًا 40 مليون حاوية, فإن عدد السفن التى تمر من الممر الشرقى لا تتعدى ال40 حاوية سنويًا". وتابع: "لا تستطيع السفن أن تعبر الممر الشرقى المتجمد دون أن تكون ناقلة وكاسحة فى آن واحد أو يسبقها كاسحة جليد لتمهد لها طريق العبور". وتعد "كريستوف دى مارجيري" أول ناقلة غاز وكاسحة جليد معًا، وصممت هذه السفينة خصيصًا لنقل الغاز الطبيعى المسال عبر المسار الشمالي. يذكر أن الممر الشمالى هو ممر بحرى يربط المحيط الأطلسى بالمحيط الهادى عبر المحيط المتجمد الشمالي، وعادة يكون هذا الممر متاحًا فقط فى الصيف، لكن عملية الاحتباس الحراري، التى تسارعت بنهاية القرن العشرين، منحت كاسحات الجليد فرصة للإبحار عبر هذا الممر على مدار السنة.