إذا كنت لا تزال فى حيرة بين اختيار (مرسى) أو (شفيق) فى مرحلة الإعادة، أو كنت تفكر فى مقاطعة الانتخابات، فدعنى أساعدك فى الاختيار وأسهل لك المهمة، من خلال الاستعانة بصديق، (عفوًا.. أقصد عدو)، لنعرف الاختيار المفضل لدى المجتمع الإسرائيلى، ونشاهد عن قرب مشهد الانتخابات المصرية بعيون إسرائيلية. فى يوم 29 مايو الماضى.. أذاع راديو إسرائيل خبرًا مفاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلى (بنيامين نتنياهو) قد أصدر تعليمات صارمة لوزرائه بعدم إعلان الدعم لشفيق بشكل علنى، والتوقف عن امتداح أهمية فوزه للدولة العبرية، خشية أن يتسرب ذلك إلى الرأى العام المصرى، وهو ما قد يؤثر على حظوظه فى الفوز، وفى اليوم التالى نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) مقالاً مطولاً عن أهمية دعم إسرائيل لشفيق، لكن فى صمت، خصوصًا أن أى حديث إسرائيلى مؤيد لشفيق الآن سينعكس سلبيًا عليه، وأشارت (سمدار بيرى) محررة الشئون العربية فى الصحيفة، إلى أن شفيق لم يخجل من إعلان تأييده زيارة إسرائيل، وهو الإعلان الذى تسبب له فى الكثير من المشاكل والانتقادات، إلا أنه كان شجاعًا ولم يتراجع عن موقفه السياسى، وأصر على أنه سيقوم بالزيارة، وقالت الصحيفة إن (شفيق) سيكون أفضل من (مبارك) الذى تهرب فى عناد من زيارة إسرائيل رسميًا، وهو أمر سبب الكثير من التوتر السياسى بين البلدين. صحيفة (جيروزاليم بوست) نقلت فى الأسبوع الماضى تصريحات مسئولين ومحللين سياسيين فى إسرائيل، أكدوا فيها أن (شفيق) هو خليفة (مبارك)، وأنه يمثل أملاً كبيرًا لإسرائيل فى حال وصوله لحكم مصر، لأنه سيعيد الشراكة الإستراتيجية بين القاهرة وتل أبيب، التى بناها قبل ذلك نظام مبارك، وحافظ عليها حتى لحظة سقوطه، كما أكد (رفائيل إسرائيلى) خبير شئون الشرق الأوسط والأستاذ بالجامعة العبرية، أن فوز (شفيق) بانتخابات الرئاسة فى مصر هو الأمل الوحيد لإسرائيل، لأنه لن يُبدِ مواقف معادية تجاهها، كما أنه لا ينتهج طريق مرشحين آخرين كانت تصريحاتهم ومواقفهم معادية لإسرائيل، واعتبر الرجل أن فوزه بالرئاسة بات متوقعًا، لأن الكثير من المصريين سوف يرشحونه، خوفًا من وصول جماعة الإخوان المسلمين لحكم مصر. النصائح الإسرائيلية لشفيق لم تتوقف خلال الأسبوع الماضى، فقد حذره (روعى كيس) محرر الشئون العربية فى صحيفة (يديعوت أحرونوت) من (الكلمة القاتلة)، التى ذكرها الجنرال فى حواره مع قناة "سى بى سى"، والتى قال فيها:(للأسف الثورة نجحت)، واعتبر الكاتب أنها قد تكون العقبة الرئيسية فى طريق وصوله إلى قصر الرئاسة، كما أبدى ملاحظته أن الكثيرين من النشطاء يتبادلون هذه الجملة عبر الفيسبوك والتويتر، الأمر الذى سينعكس سلبيًا على شعبيته، ولذا يجب عليه أن يغير من هذه الصورة النمطية؛ ليتمكن من تحقيق الفوز فى الانتخابات، وفى اليوم التالى كتب (ألكسندر بلاى) رئيس مركز أبحاث الشرق الأوسط فى جامعة (أريئيل)، ناصحًا (شفيق) بأن يجتهد فى صناعة أحداث غير متوقعة على الساحة السياسية، حتى يمكن تغيير الواقع الحالى، والذى يؤكد أن فرص (مرسى) أكبر بكثير من (شفيق) وهو أمر لا يبشر بالخير لإسرائيل، وعلى الرغم من ذلك ليس فى إمكان الإدارة الأمريكية المشغولة بمعركة الانتخابات الرئاسية، إلاّ احترام إرادة الشعب المصرى والتعاون مع النظام الجديد، بغض النظر عن هويته. والآن بعدما عرفت عزيزى المحتار من هو المرشح الذى يقف خلفه وبكل قوة الكيان الصهيونى، أتمنى فى النهاية أن تكون قد حسمت أمرك، واخترت مرشحك فى جولة الإعادة، صدقونى.. نحن أمام فرصة- قد تكون أخيرة- لإعادة الأمل والالتفاف جميعًا حول الثورة مرة أخرى، فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا. [email protected]