اذا كنا فعلا قمنا كمصريين بثورة دفع ثمنها ابنائنا دماءا و شهداءا فلا بد ان يكون كل منا صادقا مع نفسه فى الانحياز التام لخيار الثورة و الشهداء دون ان يخضع هذا الانحياز لاى توازنات او مكاسب فى نظر البعض تصيب هذا الطرف او ذاك . بمعنى اوضح مهما كانت براجمتية البعض من القوى السياسية على الساحة يجب ان يعلو فوق ذلك البعد الاخلاقى الذين يدين به الجميع لمن اصيبوا او استشهدوا فى سبيل ان يمن الله علينا بازاحة غمة جثمت على صدر البلاد ثلاثون عاما ولا بد ان يترجم هذا البعد الاخلاقى صريحا فى الالتزام التام او الموت الذؤام لخيار الثورة و الشهداء مهما طرحت امامه من بدائل هدفها شق الصف فلا يقبل من هذا الطرف او ذاك ان يستغل هذا الموقف للمقايضة طمعا فى منصب او مكافاة . اكتب هذا المقدمة التى استفزنى لكتابتها ثلاث مواقف تجعلنى و معى الكثير من اهل مصر البسطاء نضع ايدينا على قلوبنا خوفا على مستقبل هذا البلد اذا كان زمرة المثقفين فيه على هذا القدر من الميكيافلية و يتمتع البعض منهم بقلة حياء منقطعة النظير وكأن البلد كما هى و لم تقم فيها ثورة دماء و شهداء . لم تستطع السيدة لميس الحديدى ان توارى فرحتها بوصول الشفيق فريق الى ما وصل اليه من اصوات انتخابية فى المرحلة الاولى التى كان غرور النخب و انكفائها على نقد بعضها البعض سببا فى حصوله عليها فلم تجد المذيعة الفاضلة ادنى حرج فى اظهار فرحتها و الترويج للرجل الذى ما قامت الثورة ولا استشهد الابناء الا للقضاء على قدوته و امثاله. فى نفس السياق الذى يجعلنا نسال هل هناك وصاية اعلامية من آل اديب لترويض شعب مصر فى اتجاه ما يخطط له ممولوهم لفضائياتهم او للمجلس الوطنى للتنافسية اذ اننا فوجئنا بالسيد الاعلامى الكبارة السيد /عماد اديب وعلى نفس القناة التى تروج فيها السيدة لميس الحديدى لشفيق فيتفضل علينا السيد عماد اديب بما يصح ان نسميه عمليات غسيل المخ و التنويم المغناطيسى لسلب ارادة البسطاء من ابناء هذا الشعب الطيب بحجة ان هؤلاء آل اديب و زوجاتهم هم الصفوة التى تعلم مالا يعلم الشعب و بالتالى هى ادرى بالانسب له فتستمر فى هذا الدور اللا اخلاقى فى الترويج لرجل كل امكاناته انه استنساخ للنظام الذى ترعرعت فيه استثماراتهم و مشاريعهم وعاشوا فوق السحاب على حساب شعب مغلوب على امره لا يزالون يقدموا انفسهم له على انهم المتحدثون باسم ثورته بينما يعلم القاصى والدانى ان ثورة الشعب منهم براء وهل ينسى الناس من كان يشرف على آخر حملة انتخابية للمخلوع. ثم هل يفيدنى احد هؤلاء المنظرين ماهى امكانات السيد شفيق التى يتفوق بها على غيره سوى وعده بعودة الامن خلال 24 ساعة و الكل يعلم ان هذا الانفلات الامنى ممنهج و مقصود و بالتالى يستطيع فقط من كان يقوم بتوجيهه ان يوقفه خلال 24 ساعة والكل يفهم ذلك اما لعبة ان هناك من يريده رئيسا فلابد الى الرجوع الى تاثير الانفلات الامنى و نقص مواد الناس الاساسية اضف اليها التوجيه للعمد و مشايخ القرى والنجوع التى لايزال يرتع فيها فلول الوطنى المتربصين لعودته بالاضافة الى وكلاء الوزارت و غيرها من وسائل تم استخدامها لتوجيه بسطاء الناس لانتخاب رجل كل ما سيستطيع ان يقدمه الى كل متظاهر هو البونبون . المفاجأة الصادمة هى ما يتناثر من احاديث للناشط السياسى الدكتور عمرو حمزاوى من مقولات مثيرة فعلا اولها ما صرح به من ان الواجب ان يتنازل مرسى لصالح حمدين صباحى ليثبت الاخوان انهم جادون فى المشاركة بينما لم يثر استغراب الدكتور حمزاوى من ترديد السيد صباحى انه لا يستطيع توجيه من انتخبوه لدعم مرشح آخر لان هذا خيانة فهل هى خيانة مقبولة لانصار صباحى و اذا طالت انصار مرسى صارت واجبا ووطنية ام ان القصة كلها دافعها الغرور الذى يجعل البعض يظن ان حاجة الآخر اليه تمكنه من فرض شروطه ونيل ما يبتغى فما هي الميكيافيلية ان لم تكن تلك. و صدمة اخرى هو ماصرح به حمزاوى من انه ليس لديه تحفظ ضد شفيق الا بعد سماع ما سوف يقدمه و كأن التنافس بين مرشحين ينتميان الى ثورة الشهداء و السيد حمزاوى يقارن بينهما و ليست مواجهة بين نظان قاتل ومنافس انحاز لحق الشهداء فهل يشرح لنا احد ماذا تعتبر تلك التصريحات لفضائيات فلول لا تعرف من مالكها الفعلى و من يمولها والله انها لصدمة كبيرة تجاه كاتب وناشط كنا نعتبره من قوى الثورة فبمجرد ان ظهر امكانية حصول شفيق على اصوات حتى تغير الموقف و مسكت العصا من الوسط فلا يدرى احد من الآتى غدا فبالله عليكم اين السقف الاخلاقى لخيار الثورة و الشهداء فى تنظير مثقفى الفضائيات و منظروها. ليس لدى اعتراض على مبدا دراسة الخيارات و موائمتها لما يريده هذا الفصيل اوذاك فتلك هى السياسة ولكن اعتراضى هى ان هذه الموائمات و التحالفات يحدها سقف اخلاقى يجعلنا نعيد تجميع صفوفنا خلف من اختاروا صف الشهداء و الثوار وهو خيار المرشح محمد مرسى وان اختلفنا معهم او توجسنا منهم فيمكن التحاور و الائتلاف للوصول الى المقبول من الضمانات ولكن ليس من منطق استغلال الفرص و المساومة. يا مثقفى مصر و اعلامييها اتقوا الله فى مصر الثورة و القادم افضل باذن الله حفظك الله يا بلدى وسدد خطى المخلصين من ابنائك تحياتى [email protected]