فولتير هو الاسم المستعار ل "فرانسوا مارى أرويه"، وهو كاتب وفيلسوف فرنسى عاش فى عصر التنوير، ذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الظريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة. كان كاتبًا غزير الإنتاج، وقام بكتابة أعمال فى كل الأشكال الأدبية تقريبًا، فقد كتب المسرحيات والأشعار والروايات والمقالات، والأعمال التاريخية والعلمية، وأكثر من عشرين ألفًا من الخطابات، وكذلك أكثر من ألفين من الكتب والمنشورات. يعد فولتير واحدًا من العديد من الشخصيات البارزة فى عصر التنوير إلى جانب كل من: مونتسكيو، جون لوك، توماس هوبز، جان جاك روسو، حيث تركت أعماله وأفكاره بصمتها الواضح على مفكرين مهمين تنتمى أفكارهم للثورة الأمريكية والفرنسية. ولد فى باريس يوم 21 نوفمبر سنة 1694، وكان الأخ الأصغر لخمسة من الأطفال، وكان يعمل موثقًا عامًا وموظفًا رسميًا صغيرًا فى وزارة المالية، وتلقى فولتير تعليمه فى إحدى المدارس اليسوعية، ولاحقًا أجاد اللغتين الإنجليزية والإسبانية. دخل فولتير فى مشكلات مع السلطات بسبب هجومه المتحمس على الحكومة وعلى الكنيسة الكاثوليكية، وقد أدت به هذه الأنشطة إلى التعرض مرات عديدة للسجن وللنفى. وفى عام 1718 اختار لنفسه اسم "فولتير" كاسم قلمى مستعار وكاسم يستخدمه فى حياته اليومية، ويعتبر الكثيرون أن اتخاذه لاسم "فولتير" الذى جاء بعد الفترة التى تم فيها احتجازه فى سجن الباستيل علامة على انفصاله الرسمى عن عائلته وماضيه. ثم دخل فى صدام آخر تعرض على إثره للنفى، وبعد قضائه لفترة قاربت الثلاث سنوات فى المنفى، عاد فولتير إلى باريس وقام بنشر آرائه حول الموقف البريطانى من الحكومة ومن الأدب ومن العقيدة فى صورة مجموعة من المقالات التى أخذت شكل الخطابات، ولأن فولتير قد اعتبر أن الملكية الدستورية البريطانية أكثر تقدمًا واحترامًا لحقوق الإنسان (خاصةً فى الجانب الذى يتعلق بالتسامح الدينى) من نظيرتها الفرنسية، فلقد لاقت هذه الخطابات اعتراضات كبيرة فى فرنسا لدرجة القيام بإحراق النسخ الخاصة بهذا العمل وإجبار فولتير مرةً أخرى على مغادرة فرنسا. توفى فولتير فى مثل هذا اليوم عام 1778، وبسبب انتقاده المعروف للكنيسة الذى رفض أن يتراجع عنه قبل وفاته، لم يتم السماح بدفن فولتير وفقًا للشعائر الكاثوليكية، وعلى الرغم من ذلك، فقد تمكن أصدقاؤه من دفن جثمانه سرًا فى إحدى الكنائس الكبيرة فى مقاطعة شامباين، قبل أن يتم الإعلان رسميًا عن قرار منع الدفن، وقد تم تحنيط قلبه ومخه بشكل منفصل. وفى يوليو عام 1791، اعتبرته الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) واحدًا ممن بشروا باندلاع الثورة الفرنسية، وتمت استعادة رفاته للاحتفاظ بها فى البانثيون )مقبرة عظماء الأمة) تكريمًا له، وتم الاحتفال بنقل رفات فولتير وكان احتفالاً ضخمًا بوجود أوركسترا كاملة.