سلطت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، الضوء على الأوضاع فى تركيا بعد حلول ذكرى الانقلاب الفاشل الذى حاول زعزعة البلاد فى يوليو الماضي، مشيرة إلى استمرار حالة الطوارئ إلى الآن، حيث تجيب الصحيفة على أهم الأسئلة التى تدور فى هذا الشأن. وأضافت الصحيفة، فى تقريرها، أنه على عكس الانقلابات العسكرية المعتادة، فقد شارك طلع واحد من الجيش فى هذا الانقلاب، ما سهل السيطرة عليه فى يوم واحد، حيث بدأ الأمر بإغلاق عناصر من الجيش التركى جسر البوسفور، فى مدينة اسطنبول، بينما سارع رئيس الوزراء بن على يلدرم إلى وصف ما جرى بأنه محاولة انقلابية. وكان ضمن قيادة الانقلابيين عدد من الجنرالات التابعين لسلاح القوات الجوية، بالتعاون مع قوات "بانزر" وعناصر من الشرطة فى البلاد، حيث وجه لهم بعد القبض عليهم اتهامات لانتمائهم إلى حركة "جولن"، التى يشارك فيها عدد من المدنيين، وأنها خططت لمحاولة الانقلاب فى تركيا منذ فترة، ولكن تم تنفيذ مخططها بعد استطاعتها خرق الجيش التركي، وتعاون بعض عناصره معها، وقد ألقى القبض على المتهم الرئيسي، هو ماثل حاليًا أمام السلطات. ووفقًا لتصريحات "الحكومة التركية"، فإن 249 شخصا لقوا مصرعهم فى ليلة 16 يوليو لعام 2016، وأعطت الحكومة فى الأيام التى أعقبت الحوادث، أوامر باغتيال 100 عنصر من الانقلابيين. فى حين صنفت الحكومة ضحايا الانقلاب، سواء مدنيين أو عسكريين، "شهيد"، وهذا يعنى أنه يحق لأسرهم دعم مادى من أجهزة الدولة. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية، فضلاً عن جزء كبير من وسائل الإعلام والمجتمع فى البلد تلقى باللوم فى محاولة الانقلاب، على حركة الإسلام الواعظ فتح الله جولن، موضحة أن حركة "جولن" موجودة منذ أكثر من 40 عاماً، وهو واحد من العديد من الطوائف الدينية فى البلاد، حيث تركز على التعليم والتسلسل هرمى الصارم فى أجهزة الدولة، ومع تطور الحركة لنفسها تجمع الموالين حولها، هو ما يمثل خطرا على استقرار وتقدم الدولة التركية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن حركة "جولن" تسللت بشكل منهجي، على مدار سنوات، داخل الجهاز الأمنى لدولة التركية، وبحسب التحقيق الذى أجراه الصحفى التركى أحمد سيك، وقد كتب مؤخرًا فى صحيفة "جمهوريت"، أن الحكومة اكتشفت فى عام 2011، أن 80% من جهاز الشرطة التركية تابع ل حركة "جولن" . وقام بعض التابعين للحركة بعمل حوار مع وكالة "رويتز" الإخبارية، فسر من العديد من الخبراء بأنه اعتراف واضح بقيامه لتخطيط وتنفيذ محاولة الانقلاب فى تركيا، فى حين أن 38 جنرالا من الذين قدموا للمحكمة، اعترفوا بمشاركتهم للانقلاب، ولكنهم نفوا أى صلة تربطهم بحركة "جولن". وذكرت الصحيفة أن الإجماع السياسى لرفض الانقلاب، ساعد فى فشل المحاولة من جذورها، حيث أكد عدد من رؤساء الأحزاب المعارضة رفضهم للانقلاب، والتفافهم حول مبادئ الديمقراطية . وأبرزت الصحيفة إجماع التيارات السياسية المعارضة والحكومة والقيادات العسكرية على ضرورة احترام الشرعية، ورفض الانقلاب، وخروج الآلاف من المواطنين إلى الشوارع والساحات والمطارات، عجل بإفشال المحاولة الانقلابية، حيث خرج رئيس الوزراء التركي، فى صباح اليوم التالي، ليؤكد أن الانقلاب فشل، وأن الاعتقالات جارية فى صفوف العناصر الانقلابيين جنودا وضباطا، بينهم ذوو رتب عالية. ونوهت الصحيفة بسرعة وصول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى البلاد، فجر يوم 16 يوليو، وتحدثه مع شعبه عبر شاشة هاتفها المحمول، وطى صفحة الانقلاب نهائيًا فى تركيا، حيث تجمع حوله الآلاف فى المطار. قال فى مؤتمر صحفى بمطار أتاتورك إن منفذى المحاولة الانقلابية مجموعة ممن يكرهون تركيا ويتلقون أوامرهم من بنسلفانيا، فى إشارة إلى زعيم الجماعة فتح الله جولن المقيم هناك.