قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية, إن هناك سببا آخر أفشل المحاولة الانقلابية فى تركيا, بجانب الحشود الهائلة من الجماهير التى استجابت على الفور للدعوة التى أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان للخروج إلى الشوارع. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها فى 17 يوليو, أن عدد الجنود الميدانيين التابعين للانقلابيين كان منخفضا جدا، بحيث لم يتمكنوا من فرض السيطرة الميدانية على شوارع الدولة المركزية، ولم يحولوا دون اندفاع الجماهير التركية لاعتراض الدبابات العسكرية. وتابعت: "الانقلابات الأربعة التى شهدتها تركيا منذ عام 1960، كان يشارك فيها عشرات الآلاف من الجنود، فضلا عن مشاركة عامة من كل أوساط الجيش". وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لن تتأثر على الأرجح بالمحاولة الانقلابية الفاشلة فى تركيا, التى جاءت فى أعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية, قالت أيضًا إن هناك أمرًا لم يضعه مخططو المحاولة الانقلابية فى تركيا فى الحسبان, وتسبب فى فشلهم, ألا وهو الحشود الهائلة من الجماهير, التى خرجت إلى الشوارع. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها فى 16 يوليو, أن المشاركين فى المحاولة الانقلابية فى تركيا وجدوا أنفسهم فجأة أمام حشود كبيرة للغاية عرقلت تحركاتهم, وعجزوا أمامها عن إطلاق النار بكثافة, تجنبا لمذبحة كبيرة لن يستطيعوا تحمل عواقبها سواء داخليًا أو خارجيًا. وتابعت: "المفاجأة التي لم تكن في حسبان الانقلابيين هو الاستجابة الفورية للجماهير التركية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان للنزول إلى الشوارع, وهو التطور الأهم على الإطلاق فى الأحداث التى شهدتها تركيا فى 15 يوليو". واستطردت الصحيفة: "فى اللحظة التى وجد فيها الانقلابيون هذه الحشود الكبيرة من الجماهير, فشل الانقلاب, وتحولت الأمور لصالح أردوغان". وكانت السلطات التركية أكدت السبت الموافق 16 يوليو السيطرة على الأوضاع فى البلاد بعد فشل محاولة انقلابية من مجموعات داخل الجيش، وأعلنت عن اعتقال المئات من العسكريين الذين شاركوا فى المحاولة الانقلابية. ونقلت "الجزيرة" عن وزير العدل التركى بكير بوزداج قوله إن السلطات اعتقلت 754 من العسكريين فى شتى أنحاء البلاد شاركوا بمحاولة الانقلاب، من بينهم رئيس أركان الجيش الثالث اللواء جاغلر فى أرزنجان شرقى البلاد، وقائد أركان جيش منطقة إيجه الجنرال ممدوح حق بيلان فى أزمير. وأضاف بوزداغ "الانقلابيون هاجموا مقر رئاسة المخابرات والبرلمان والقناة الرسمية التركية لكن الشعب وقوات الأمن استطاعوا دحرهم". كما نقلت "رويترز" عن مسئول تركى قوله إنه تم إعفاء 29 ضابطا برتبة عقيد وخمسة برتبة جنرال (فريق أول) من مناصبهم فى وزارة الداخلية بعد محاولة الانقلاب. ورغم الإعلان عن فشل المحاولة الانقلابية, دعت الرئاسة التركية فى حسابها على موقع "تويتر" الأتراك إلى البقاء فى الشوارع والميادين, تحسبًا لظهور بوادر انقلابية جديدة. وقالت الرئاسة التركية إنه قد تقع محاولة تمرد أخرى في تركيا فى أى وقت, مضيفة أن من الضروري مواصلة السيطرة على الموقف فى الشارع. وأعلنت السلطات التركية أن خروج أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الشوارع ساهم فى إفشال المحاولة الانقلابية, حيث حاصروا العسكريين الانقلابيين فى مواقع من بينها محيط مطار إسطنبول وساحة تقسيم بالمدينة, رغم تعرضهم أحيانًا لإطلاق النار من الجنود المتمردين. وحسب وسائل إعلام تركية, بلغت حصيلة ضحايا المحاولة الانقلابية تسعين قتيلا و1154 جريحًا. وكانت مجموعة من عناصر الجيش التركى اقتحمت مساء الجمعة 15 يوليو التليفزيون الرسمى التركى (تي.آر.تي) وأجبروا مذيعة تليفزيونية على قراءة بيان أعلنوا فيه باسم قيادة أركان الجيش استلام السلطة عبر "مجلس سلام" وفرض الأحكام العرفية وحظر التجوال. وبعد ساعات من ذلك، تدخلت قوات خاصة تركية واعتقلت العسكريين ليستأنف التليفزيون الرسمي بث برامجه. وقصف الانقلابيون مقر الاستخبارات بأنقرة, كما حاولوا الوصول للقصر الجمهوري, لكن تم صدهم من القوات الأمنية, التى كان لها دور رئيس فى إفشال المحاولة الانقلابية, حسب مراقبين. وقالت وسائل إعلام تركية إن المحاولة الانقلابية بدأت تترنح مع خروج أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الساحات العامة بمختلف المدن, واضطر كثير من العسكريين الانقلابيين إلى الاستسلام تحت الضغط الشعبي, حيث أظهرت وسائل إعلام متظاهرين يعتلون دبابات الانقلابيين أو يمنعون الآليات من التحرك, كما أظهرت صور استسلام عشرات الجنود فوق جسر البوسفور فى إسطنبول.