كشفت مصادر مطلعة أن الاعتذار المفاجئ للرئيس حسني مبارك عن حضور اجتماعات قمة برشلونة التي بدأت أعمالها أمس رغم انتهاء كافة الترتيبات لسفر مبارك لرئاسة وفد مصر وقراره المفاجئ بإيفاد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء لرئاسته وفد مصر في هذه القمة ، يعود إلى سعي وفد الاتحاد الأوروبي الذي زار مصر مؤخرا وراقب المرحلة الأولى من الانتخابات إلى طرح ملف الانتخابات على اجتماعات القمة ، خاصة وأن الوفد عبر عن استيائه الشديد للتجاوزات والتدخلات الحكومية التي شهدتها الانتخابات ، بل وقرر العودة إلى أوروبا وعدم متابعة باقي مراحل الانتخابات . وكانت مصادر واسعة الإطلاع قد أكدت أن اعتذار مبارك عن حضور قمة برشلونة في اللحظات الأخيرة جاء تعبيرا عن استياء القاهرة من محاولة طرح ملف الانتخابات البرلمانية وما شابها من أحداث على هذه القمة إلا أن مصر لم ترد في الوقت نفسه أن تغيب عن هذا الحدث الدولي ولذلك كان إيفاد الدكتور نظيف إلى هناك. ويذكر أن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري قد ألمح مع بداية العملية الانتخابية إلى أن وفد الاتحاد الأوروبي ليس له صفة شرعية ، وأن حضوره كان بصفته ضيفا وليس مراقبا . في السياق ذاته ، علقت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور " الأمريكية علي إلغاء الرئيس مبارك المفاجئ لمشاركته في قمة برشلونة الأوروبية ، قائلة إن سبب الإلغاء يرجع إلي الاضطرابات والاحتجاجات التي شهدتها المدن المصرية التي جرت فيها الانتخابات وخشية الرئيس مغادرة البلاد في هذه الظروف إلا أن الصحيفة أشارت أيضاً لتصريحات وزير الخارجية أحمد أبو غيط الذي قال إن سبب إلغاء الزيارة يرجع لتطورات الأحداث في المنطقة العربية. وكانت تقارير صحفية قد ذكرت أن من ضمن أسباب إلغاء الرئيس مبارك حضور قمة برشلونة يرجع لموافقة القمة علي مناقشة تقريراً يتحدث عن تجاوزات الحكومة المصرية ومرشحيها في الانتخابات الأخيرة. في سياق مقارب ، قال النائب الإخواني الدكتور أكرم الشاعر إنه مع قناعته برفض الرقابة الخارجية أ فإن ما حدث من انتهاكات صارخة ضد مرشحي المعارضة وأعمال البلطجة والمداهمات الأمنية غير المبررة لناخبين ليس لهم ذنب إلا أنهم أرادوا استخدام حقوقهم في الانتخاب ، كانت وراء المحاولات الأوروبية لطرح قضية الانتخابات البرلمانية في مصر على مؤتمر برشلونة. من جهته ، اعتبر محمد عبد العزيز شعبان نائب حزب التجمع أن الرقابة الداخلية كانت هي أفضل بديل للرقابة الأجنبية التي رفضناها جميعا ولكن ما كشفته منظمات المجتمع المدني في رقابتها من انتهاك وأعمال عنف وبلطجة لأسباب أو لأخرى كانت وراء تشجيع أطراف خارجية على أن تتحدث عنا وتعطي نفسها الحق في ذلك.