أعلنت مصر أمس رسميا أن الرئيس حسني مبارك لن يحضر مؤتمر القمة العربية الذي يبدأ أعماله اليوم في الخرطوم ، وذلك في خطوة غير مسبوقة من الرئيس المصري منذ توليه الحكم قبل ما يقرب من ربع قرن. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ورئيس مجلس الشورى أن مبارك كلف رئيس الوزراء أحمد نظيف بحضور المؤتمر ، ولم تذكر الوكالة سبب غياب مبارك عن القمة. ويقاس نجاح اجتماعات القمة العربية غالبا بعدد الرؤساء الذين يحضرونها ، ويحرص السودان على إظهار تضامن العرب معه بعد أن رفض زعماء أفارقة ترشيحه لرئاسة الاتحاد الإفريقي في يناير الماضي. من جانبها ، أكدت مصادر دبلوماسية أن هذا الغياب الجماعي للقادة العرب ، والذي يعني إفشال القمة حتى قبل انطلاق أعمالها ، يرجع إلى الضغوط المكثفة التي مارستها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس على الدول العربية لعدم حضور القمة المقرر عقدها في الخرطوم يومي 28 ، 29 مارس الحالي . وأوضحت أن هذه الضغوط الأمريكية تهدف إلى تفريغ القمة من أي ثقل ، وكذلك إضعاف بيانها الختامي بشكل يخدم المصالح الأمريكية. وكشفت المصادر أن الإدارة الأمريكية نقلت لبعض القادة العرب معلومات استخباراتية حول وجود مخططات إرهابية تستهدفهم في الخرطوم ، لافتة بالتحديد إلى احتمال قيام بتنظيم "القاعدة " بشن عمليات انتحارية ضد بعض الزعماء العرب على غرار حادث أديس أبابا الذي تعرض له موكب الرئيس مبارك في العاصمة الإثيوبية قبل عدة سنوات . وأضافت المصادر أن القيادة السودانية حاولت طمأنت بعض الحكام العرب على الإجراءات الأمنية التي اتخذتها لتأمين عقد القمة ، وكذلك تأمين حياة الزعماء العرب والوفود ، إلا أن التطمينات السودانية لم تلق استجابة من بعض القادة ، الذين أصروا على الاعتذار . وتوقعت المصادر أن تكون هذه القمة هي قمة رؤساء الحكومات العربية نظرا لتغيب عدد كبير من زعماء الدول العربية.