معالى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أكتب إليكم كابن من أبنائك ممن تشرف بالخدمة فى مطلع التسعينيات كجندى فى صفوف القوات المسلحة، وكمواطن مصرى ولد وتربى فى هذا الوطن العظيم وتعلم وحفظ عن ظهر قلب، مكانة مصر، كما جاء ذكرها فى مواضع كثيرة فى القرآن الكريم، وكما عبر عنها نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، أكتب إليكم سيدى وأخاطب فيكم رقة القلب المعروفة عن أهل النوبة الطيبين، أخاطب فيكم بطلاً شجاعًا ذا مروءة ونخوة، دافع عن بلاده وخاض من أجلها حروبًا كثيرة بدأً من حرب 1967مرورًا بحرب الاستنزاف وانتهاءً بحرب أكتوبر 1973.. سيدى المشير لقد أرادت مشيئة الله عز وجل فى عليائه وكبريائه، أن تتدخل لتخليص هذه البلاد من نظام جثم على صدورنا قرابة ثلاثين عامًا، أذاقنا فيها مرارة الذل والإهانة، وحكمنا بعنده وعناده وكبره وغبائه بنظرية القطيع!، فلم يكن يحترم فينا آدميتنا أو كرامتنا، ولقد تحصن عنا بأسوار قصوره العالية.. وأجهزته الأمنية المدربة.. وإعلامه المضلل، وأحاط نفسه بحاشية فاسدة مفسدة أفسدت البلاد والعباد، وتردت وساءت فى عهده الطويل أحوال المصريين فى كل شىء، والإحصائيات الرسمية تسجل أن مصر هى الدولة صاحبة أعلى المعدلات فى الفقر، . وفى الإصابة بأمراض الكبد والفشل الكلوى، وفى حوادث الطرق، والتى يصل معدل أرقام الوفيات بسببها فى الفترة من عام1990إلى2006 ما يزيد على 88 ألف قتيل غير المصابين، ناهيك عن انهيار التعليم وهجره وهروب العلماء المصريين الأكِفّاء إلى الخارج، بالإضافة إلى تردى منظومة الأخلاق بين المصريين وانتشار ظاهرة الزواج العرفى(السرى) بين الشباب، وارتفاع معدلات العنوسة بأرقام فلكية، وتأخر سن الزواج عند الشباب بسبب البطالة وعدم القدرة على تكاليف الزواج ومتطلبات المعيشة، وظهور الطبقية فى أبشع صورها حتى رأينا شرائح فى المجتمع المصرى تمتلك قصورًا وفيلات من أجل شهور المصيف فقط تقترب من الخمسة عشر مليون جنيه، فى وقت يعيش فيه غالبية الشعب المصرى فى عشوائيات قبيحة لا تتوافر فيها الحد الأدنى الذى يليق بالآدمى من مياه نظيفة وسكن مريح وبيئة صحية، وأمن يحفظ كرامتهم بدلاً من أن يتطاول عليهم.. وحدث ولا حرج، عن ضياع كرامة المصريين فى الخارج كما ضاعت من قبل فى الداخل!، كل ذلك بفعل هذا النظام ومواقفه المخزية وانبطاحه العجيب، الذى لا يتناسب مع كبره واستعلائه على شعبه! حتى تطاولت عليهم الأمم والشعوب وأصبحوا مثلاً يضرب فى الامتهان والإذلال حتى على أبواب السفارات داخل القطر المصرى!!.. أرادت مشيئة الله أن يأذن بتلك الثورة المباركة، التى أشعرت المصريين بكرامتهم وجعلتهم يهتفون بأعلى صوت لهم.. ارفع راسك فوق أنت مصرى!!.. ووثقت فيكم الجموع الغفيرة سيدى وائتمنكم الشعب على ثورته وحريته وخلاصه! وها نحن أولاء ننتظر انتخابات الرئاسة حتى تعودوا بعد هذا الجهد المضنى إلى ثكناتكم مشكورين، نستحلفكم بالله ألا تحولوا بيننا وبين اكتمال فرحتنا!! نستحلفكم بالله أن تترفقوا بهذا الشعب المسكين، الذى لا يطمع فى أكثر من حريته، واسترداد كرامته المهدرة والمضيعة مع سبق الإصرار والترصد!، فكونوا عونًا له فى اعتزازه بانتمائه لهذا الوطن، وألا تسمحوا باستنساخ النظام السابق وعدم عودة الوجوه الكريهة إلى سدة الحكم مرة أخرى، نستحلفكم بالله أن تقدموا الضمانات الفعلية التى تريح هذا الشعب المسكين الذى أحبكم، وقدم لكم كل غالٍ ونفيس من خيرات مصر وثرواتها؛ مما يضمن لكم العيش الكريم علاوة على أبنائه جنود جيش مصر العظيم.. قدموا لهذا الشعب ما يطمئنه على عدم ضياع فرحته بثورته.. نستحلفكم بالله ألا تنسوا دماء الشهداء من أبنائكم فى ميادين مصر كلها.. بألا تنسوا دموع الزوجات اللاتى ترملن.. بألا تنسوا آهات الأمهات الثكلى اللاتى فقدن أولادهن.. نثق بأنكم لن تخذلونا.. نثق بأنكم تحملون هم هذا الوطن ولن تبخلوا عليه بكرامته وحريته التى طال انتظاره لها.. وشكرا. أمين حزب البناء والتنمية بالبحيرة