تتجه الأوضاع داخل حزب التجمع للانفجار في المرحلة القادمة بعد الصفر الكبير الذي حصل عليه أقطاب الحزب في انتخابات مجلس الشعب ، وفي مقدمتهم زعيم الحزب خالد محي الدين الذي لقي هزيمة ثقيلة أمام مرشح إخواني ، وكذلك مواجهة النائب الأول لرئيس الحزب أبو العز الحريري لنفس المصير في دائرة كرموز بالإسكندرية وكذلك القطب اليساري المعروف البدري فرغلي الذي أستطاع المرشح المستقل عبد المنعم الزيني إنهاء مشواره البرلماني. ويواجه رئيس الحزب الدكتور رفعت السعيد عاصفة شديدة داخل أروقة الحزب خصوصا أن هناك انتقادات شديدة قد وجهت للسعيد وحملته مسئولية الهزيمة المهينة التي تعرض لها مرشحو الحزب بسبب انتقاداته اللاذعة لجماعة الإخوان المسلمين وكيل الاتهامات المتتالية للجماعة لدرجة استفزت كوادرها وجعلتهم يرفضون دعم مرشحي التجمع انتقاما من رفعت السعيد . وأوضحت المصادر أن انتقادات السعيد أغضبت الجماعة بشدة لدرجة أنها تراجعت عن وعدها بإخلاء دائرة كفر شكر لزعيم التجمع احتراما لتاريخه السياسي ورشحت الدكتور تيمور عبد الغني الذي استطاع إنهاء المشوار السياسي لمحيي الدين. وقد توقعت مصادر أن يطالب مرشحو حزب التجمع الذين لم يحالفهم التوفيق بإعادة هيكلة الحزب وتقليل السلطات التي يتمتع بها رفعت السعيد في ظل عدم دعمه ماليا لمرشحي الحزب الذين اتهمه أحدهم وهو النائب الوحيد للحزب في مجلس الشعب حاليا محمد عبد العزيز شعبان بعدم دعم حملته الانتخابية على مقعد العمال بدائرة حدائق القبة واعتمد شعبان على شعبيته وخدماته فقط في مواجهة منافسة شرسة من الحزب الحاكم. ونبهت مصادر إلى أن هذه الهزيمة تعد أكبر نكسة تلقاها التيار اليساري في مصر من سقوط الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991 ولن يستطيع حزب التجمع امتصاص هذه الضربة إلا بعد سنوات خصوصا أن قواعده الشعبية قد تراجعت بشكل جاد في السنوات الأخيرة. ولكن رفعت السعيد رئيس الحزب ، نفي في المقابل أن يكون قد حدث تراجع في شعبية الحزب واعتبر أن التجمع كان ضحية لتحالف بين الحزب الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين ، مشددا على أن الحزب سيواصل معركته الانتخابية ويأمل في تحقيق نتائج أفضل في المرحلة الثالثة . من جانبه ، نفى الدكتور محمود عزت أمين عام مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان جملة وتفصيلا أن تكون الجماعة تعمدت إسقاط مرشحي التجمع انتقاما من رفعت السعيد ، مشيرا إلى أن الجماعة لا تلتفت إلى أي سباب يصدر من معارضيها وأنها تؤمن بأن مشروع الإصلاح السياسي والاقتصادي لا يمكن أن يتحقق بالإخوان المسلمين وحدهم وإنما يتطلب تضافر جهود جميع الأحزاب السياسية الأخرى. وأكد عزت أن الجماعة نسقت مع حزب التجمع في العديد من الدوائر وعلى رأسها الدائرة التي يخوض فيها الانتخابات رأفت سيف النصر بالدقهلية فقد سحبت الجماعة أحد مرشحيها لإخلاء الدائرة له . وعن عدم التنسيق في دائرة كفر شكر وترشيح تيمور عبد الغني في مواجهة خالد محي الدين زعيم حزب التجمع ، أكد أمين مكتب الإرشاد أن سبب ذلك هو تردد محيي الدين في البداية ولم يعلن ترشيحه إلا بعد ترشيحنا لتيمور علاوة على أن الأسماء التي عرضها حزب التجمع على الجماعة بهدف التنسيق معهم لم تشمل زعيم حزب التجمع إضافة إلى تردي حالته الصحية فكان الحزب الوطني يخطط للاستيلاء على المقعد.