تسبب التوتر الذي حكم العلاقة بين حزب التجمع وجماعة الإخوان المسلمين في إحداث شرخ داخل الجبهة الوطنية للتغيير بعد قرار حزب التجمع تعليق عضويته داخل الجبهة لرفض الأحزاب والقوى السياسية مطلبه بتأجيل المفاوضات حول إنشاء كتلة برلمانية موحدة داخل مجلس الشعب لحين تقييم تجربة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية أثناء انتخابات مجلس الشعب القادمة .. ويسعى مطلب الكتلة البرلمانية لضم كافة أعضاء القوى المعارضة داخل المجلس للتنسيق فيما بينها حول أجندة موحدة لقضية الإصلاح في السنوات القادمة . وأفادت مصادر حضرت اجتماعات الجبهة أن حزب التجمع مازال يشعر بمرارة نتيجة الكارثة التي أصابته خلال انتخابات مجلس الشعب وسقوط أغلب مرشحيه وفي مقدمتهم خالد محي الدين والبدري فرغلي وأبو العز الحريري وهو الأمر الذي حدا بالحزب لتحميل جماعة الإخوان المسلمين مسئولية سقوط هذه الرموز ، وخاصة أنهم رشحوا تيمور عبد الغني لمنافسة خالد محي الدين في دائرة كفر شكر رغم تعهدهم بإخلاء الدائرة له وتحفظهم على دعم البدري فرغلي وأبو العز الحريري في دوائرهم ببورسعيد والإسكندرية .. مشيرة إلى أن السبب الحقيقي وراء تعليق التجمع عضويته داخل الجبهة هو رفض الجبهة لطلبه فيما يخص استبعاد جماعة الإخوان المسلمين من الجبهة كشرط لانضمامه إليها. وعلمت المصريون أن التجمع شعر بالإهانة عندما رفضت جميع القوى المنضوية تحت لواء الجبهة مجرد مناقشة استبعاد الإخوان ، خاصة أنهم يشكلون القوى الرئيسية في هذا التحالف وكان لهم دور إيجابي في ترجيح كفة العديد من أعضاء الجبهة الذين استطاعوا دخول مجلس الشعب . وأشارت المصادر إلى هجوم الدكتور يحيى الجمل على حزب التجمع واتهامه بإبرام صفقة مع النظام لتخريب الجبهة ، خاصة وأن الحزب مازال يهاجم بدون مبرر جماعة الإخوان المسلمين .. وكان هذا الهجوم هو القشة التي قصمت ظهر البعير وسبب انسحاب ممثلي الحزب في الجبهة وعلى رأسهم الدكتور سمير فياض نائب رئيس الحزب وحسين عبد الرازق أمين عام الحزب ومحمد خليل أحد كوادره النشطة .. بعد أن شعروا بعزلة الحزب داخل الجبهة ، متعللين بأن الحزب يحتاج لبعض الوقت لتقييم تجربة انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وهو ما اعتبره الكثيرون ذريعة لتبرير انسحابهم من الاجتماع . من جانبه أكد الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة أن الجماعة حريصة على أن يكون حزب التجمع ممثلا داخل الجبهة وان يشارك في الجبهة بشكل فعال وقوي ولكن في الوقت نفسه إذا أراد قادة التجمع الانسحاب والانعزال وأن يستقل بذاته بعيدا عن عمل الجبهة ومشروع الجبهة الإصلاحي فمن حقهم ذلك !!! . وأضاف حبيب أن انسحاب الحزب من الجبهة لن يؤثر بالسلب علي مشروعها الإصلاحي وطالب قادة الحزب بمراجعة أنفسهم وحساباتهم وتقييم الموقف السياسي بشكل موضوعي ومنصف حتى يصلوا إلي القرار الوطني المناسب . وشدد مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل على تأكيد أن الجبهة مستمرة في عملها حيث تم تشكيل لجنة لجمع كل نقاط الالتقاء بين الأحزاب المشاركة في الجبهة ، علي أن يتم إقرار هذا البرنامج خلال شهر .. وكلفت لجنة أخرى لأعداد تقرير تفصيلي للانتخابات التشريعية والموقف من الحكومة والعلاقات بين أحزاب الجبهة وعرض هذا التقرير خلال شهر .. مشيرا إلي أن الجبهة اتفقت علي التنسيق بين المجموعة البرلمانية للجبهة وكذلك التنسيق في انتخابات المحليات . من جانبه قلل د . سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع من أهمية التقارير التي تتحدث عن انسحاب حزب التجمع من الجبهة الوطنية من أجل التغير ، مشيرا إلي أن الحزب قد طلب مهلة لدراسة تجربة التنسيق بين الأحزاب والقوي الوطنية في الانتخابات الماضية وهو ما تحفظت عليه القوى المنضوية تحت راية الجبهة . ونفى فياض أن يكون التجمع قد طلب باستبعاد والإخوان المسلمين من الجبهة كشرط للانضمام إلي الكتلة البرلمانية الموحدة التي يعتزم إنشاؤها داخل مجلس الشعب معتبرا أن طلب التجمع بتعليق اجتماعات الجبهة لحين الانتهاء من دراسة التقارير الواردة من المحافظات حول تجربة انتخابات مجلس الشعب منطقي وعقلاني .. ورفض تحديد موعد عودة التجمع إلى اجتماعات الجبهة كون هذا الأمر سيخضع للدراسة داخل لجان الحزب المختلفة لتحديد مستقبل علاقاته مع هذه الجبهة.