استمعت لأكثر من قيادة إخوانية وهي تتحدث عن الفارق بين "محمد مرسي" و"عبد المنعم أبو الفتوح".. لم يتحدث أي منها عن السبب الحقيقي ل"شلح" أبو الفتوح، وحرمانه من "أمجاد الجماعة السماوية".. وفي تعبير آخر "الربانية".. حتى استمعنا إلى الدكتور بديع في المحلة.. وهو يثني على الرئيس "المحتمل" محمد مرسي لأنه، بحسب بديع وفى ببَيعتِه له.. وأما الآخر "الطريد" فقد نقض بيعته للمرشد! لا أدري كيف يقبل المصريون رئيسًا، في عنقه "بيعة" لزعيم تنظيم ديني؟!، بل إن السؤال الصادم، ربما يتعلق بما هو أخطر بكثير.. حين يُرشَّح لمنصب الرئاسة، مواطن مصري، يعتبر جزءًا من "تنظيم دولي" عابر للحدود والقارات؟!.. وهل سيقبل المصريون برئيس "واجهة"، يحركه رئيسان آخران غير شرعيين، أحدهما في مكتب الإرشاد بالمقطم.. والآخر يرفل في نعيم العواصم "الهوليودية" بالخارج ؟! لا يتحدث الإخوان عن حكاية "البيعة" وعن "تعدد الولاءات" : ل "الحزب والجماعة والتنظيم الدولي".. ويكتفون فقط بما أعلنه "بديع" حين اشترط فوز "مرسي" في الانتخابات؛ لكي "يعتقه" من البيعة.. أي أن المرشح الرئاسي والذي من المفترض أن يتولى أرفع منصب سياسي في البلاد، لا يزال حتى الآن "مِلك يمين" المرشد.. ولن ينال شهادة "العتق" إلا إذا هزم أبو الفتوح بالضربة القاضية! يتكلم الإخوان بصلف غير مسبوق عن "مشروع النهضة".. باعتباره "مشروع أمة"، أما أبو الفتوح فهو "مشروع فرد"!!. وهي من الادعاءات "النكتة"؛ لأن "مشروع الأمة" الذي قرأته كلمة كلمة لا يصلح لأن يكون مشروع "دكان بقالة" في أكثر الأحياء الشعبية فقرًا.. والمسألة التي لا يريدون التحدث عنها هو أن برنامج الإخوان الحقيقي، هو مشروع "تبعية" لمكتب الإرشاد.. ولتنظيم دولي "غامض".. فيما يعتبر برنامج أبو الفتوح مشروع "تحرر عقلي" من التبعيات التنظيمية و"عتق" من عبودية الجماعة.. ومشروع "استقلال وطني" عن أية إملاءات من الخارج، بما فيها ولاية التنظيم الدولي للإخوان على السيادة الوطنية المصرية. هذا هو المغزى: أبو الفتوح مشروع تحرر حقيقي.. بدأ بتحرير العقول المغيَّبة داخل ظلمات الأسر الإخواني.. انتهاءً بتحرير البلد كله من كل خرافات وأساطير ما قبل الثورة.. ومن بينها الأساطير المؤسِّسة لدولة المرشد. سيظل أبو الفتوح "عقدة" القادة الدينيين والسياسيين للجماعة.. لأنه يشبه إلى حد كبير الروماني "سبارتكوس" أو الأمريكي "مالكوم إكس".. كزعيم حركة تحرر حقيقية وقائدًا لتيار إلغاء "الرق التنظيمي" داخل جماعة الإخوان المسلمين.. وإعادة الإنسان "المنظَّم" داخل الحركة، إلى منزلة "التكريم الإلهي" التي أهدِرت بتسليم "العقل" إلى راعي "القطيع"، يستنزفه في خدمة "الأديرة" الإخوانية. [email protected]