" ومَنْ يُطيقُ ما تُطيقينَ يا أمَّ عمارة " حديث شريف بهذه الكلمات سجل رسول الله شهادة صدق لإمرأة صمدت فى زمن عز فيه الرجال، وقفت يوم فر الرجال من الموقف وثبتت يوم علا صوت الرماح تتترس وتذب عن رسول الله حتى قال عنها: ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني"، لم تنجو بنفسها ولو فعلت مالامها أحد، ولم تؤثر حياتها على حياة رسول الله حتى قالت : شهدت أُحداً وقالت: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول:" لمُقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان" وكان صلى الله عليه وسلم يراها تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت وقد قالت للرسول -صلى الله عليه وسلم- :( ادْعُ الله أن نرافقك بالجنة ؟!)000فقال :( اللهمَّ اجعلهم رفقائي في الجنة )000فقالت :( ما أبالي ما أصابني من الدنيا )000 تعد أم عمارة- الصحابية الجليلة الفاضلة المجاهدة الشجاعة- شخصية نادرة بين النساء قديما وحديثا، فهي أهل للاقتداء بها؛ لما فيها من مميزات امتازت بها عن نساء عصرها وميزها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من شجاعة وصبر واحتساب الأجر من الله تعالى، إلى جانب زهدها وعبادتها..... حين يعز الرجال تسجل النساء صفحات ناصعة البياض ولقد كنت ياسيدتى مضربا للمثل فى قول الحق وسيسجل التاريخ شهادتك على محاولة ذبح إردة الأمة والنيل من حرية أبنائها ووقفتك الجسورة وشهادة الحق التى تنصل منها فئتة خانوا العهد والقسم من أجل دنيا زائلة وعارية لاتدوم فاحتسبى عند الله ووالله لمقامك اليوم خير من مقام رجال لايقولون الحق وخير من مقام ألف رجل جبنوا وكذبوا وزوروا ودلسوا فهنيئا لك كلمة الحق وشهادة الحق فقد ألبثتى القضاء ثوب العزة والنصرة وأنت لذلك أهل وكلنا معك نؤيدك وندفع عنك والله أسأل أن يديم عليك النعم وأن يحفظك من كل سوء ومكروه. د. إيهاب فؤاد