يعيش رئيس الحزب العربي الناصري ضياء الدين داود حالة قلق شديدة خوفا من مواجهة هزيمة انتخابية ثالثة أمام منافسه الشرس وزعيم المستقلين في مجلس الشعب محمد خليل قويطة الذي استطاع الإطاحة به في انتخابات مجلس الشعب عامي 95 2000 في دائرة فارسكور بدمياط. ويعزز من حالة القلق التي يعاني منها داود فشل مرشحي الحزب الناصري في تحقيق الفوز بأي مقعد من المقاعد في الجولتين الأولى و الثانية رغم تحقيق عدد من الرموز الناصرية وعلى رأسهم كمال أحمد ومصطفى بكري الفوز في دائرتين بالإسكندرية والقاهرة. ولعل سر مخاوف داود أن تلقيه هزيمة ثالثة أمام قويطة يعني انتهاء مشواره السياسي الذي بدأ في ستينات القرن الماضي عندما شغل منصب وزير الشئون الاجتماعية وأمين الاتحاد الاشتراكي خصوصا أن المعارضة تتزايد ضده في الحزب سيما من جانب نائبه أحمد حسن الذي كثيرا ما طالب داود بالتنحي وتكرار سيناريو خالد محي الدين في حزب التجمع إذا فشل في انتزاع مقعده البرلماني. وقد زادت الضغوط على داود بتقديم نجيب بركة كمنافس له على مقعد الفئات خصوصا أنه ينحدر من مدينة الروضة معقل داود مما يتجعل احتمالات تفتيت الأصوات أمرا واقعا غير أن داود يراهن على دعم جماعة الإخوان المسلمين الذي أخلوا له الدائرة وسحبوا مرشحهم أمامه في إطار التنسيق بين جبهة المعارضة حيث يلعب الإخوان دورا حاسما في تحديد الفائز خصوصا على مقعد الفئات في الصراع بين داود وقويطة. ويطرح المراقبون في الدائرة تساؤلا مهما وهو هل يستطيع الإخوان المسلمون إنقاذ داود من منافسه الشرس الذي يعتمد على قاعدة شعبية كبيرة ورصيد من الخدمات وهو تساؤل لن يتم الإجابة عنه إلا بعد فحص آخر صندوق انتخابي.