لست مع عبارات التهديد والوعيد التى يطلقها بعض مرشحى الرئاسة على طريقة الرئيس السابق حسنى مبارك، إما أنا وإما الفوضى والبعض يطلق نفس التهديد، إما أن أنجح وأكون رئيس مصر وإما سأعتصم أنا وأنصارى فى ميدان التحرير لنجبر الرئيس الجديد على الرحيل ونحيل حياة الشعب إلى جحيم، ولست أيضًا مع إطلاق الشائعات عن التزوير المسبق للانتخابات طالما أن الشخص الفلانى لم ينجح. ولننتقل إلى الحديث بشكل أكثر وضوحًا، هل لو نجح أحمد شفيق ورسب محمد مرسى، فإن الانتخابات ستكون مزورة؟ وما هى ضمانات عدم التزوير؟ هل الضمانة الوحيدة لعدم التزوير أن يفوز مرسى؟ وهل لو تمت الانتخابات بنزاهة كما حدث فى انتخابات البرلمان (أم أنها انتخابات مزورة؟) وجاءت النتيجة بفوز عبد المنعم أبو الفتوح هل تكون الانتخابات تم تزويرها لأن مرسى لم ينجح؟ وهل إذا فاز عمرو موسى أو شفيق فى انتخابات نزيهة سيذهب أنصار حمدين صباحى وأنصار محمد مرسى وأبو الفتوح للاعتصام فى ميدان التحرير وإعلانها حمامات دماء؟ ومادا سنفعل إذا فاز أحد المرشحين بالرئاسة بنسبة 52% من عدد الأصوات ورفضه 48%، هل سنخرج لنقتل بعضنا البعض فى الطرقات لأن الصندوق لم يأت بالشخص الذى نريده؟ أنا مثلاً لن أنتخب محمد مرسى وأتمنى بشدة ألا يفوز فى الانتخابات لأننى مختلف معه فكريًًا لكن إذا فاز الدكتور محمد مرسى فى الانتخابات التى أثق أنها ستكون نزيهة فإننى سأصطف على الفور وراء محمد مرسى، لأنه أصبح رئيسًا لمصر حتى لو حصل على 51% فقط من الأصوات، لأننى أحترم الديمقراطية وأحترم ما يأتى به الصندوق طالما أنه غير مزور وسأقف بكل حزم وشدة ضد الخروج على الرجل أو تعطيل عمله قبل أن يبدأ، ولن أعاود ترديد نغمة إنه إخوانجى وسيأخذ قراراته بعد الرجوع للمرشد وسيضع مصلحة الإخوان قبل مصلحة الشعب المصرى وغيرها من الاتهامات. سوف أعطى للرجل فرصة أن يعمل لعله يقنعنى، فأنا مختلف مع الرجل فكريًا ولدى توجسات منه ومن التيار الذى يمثله لكن من يدرى قد ينجح الرجل ويقنعنى ويقنع الملايين غيرى وينقل مصر نقلة نوعية للمستقبل وساعتها سأبحث عن مكتب المرشد وأضرع إليه أن يقبلنى عضوًا فى الإخوان. نفس الحال سيحدث مع عمرو موسى وشفيق وصباحى والعوا سأصطف خلف من يأتى به صندوق الانتخابات النزيه مهما كان اتجاهه ومهما كانت علاقتى بهذا الاتجاه لأننا نريد أن ننظر إلى المستقبل، وأن نبنى معًا لا أن نهدم ويهيل كل منا التراب على الآخر. أنا مع محمد مرسى إذا وجدته يعمل لصالح مصر، أنا مع الطموحات والنجاحات التى سيقوم بها فى الصحة والتعليم والاقتصاد، لكننى سأكون ضده إذا وجدته يرمى المنصب تحت أقدام المرشد ويصبح همه تكميم الأفواه وإغلاق المنابر الحرة وتطبيق الفهم المنغلق للإسلام على المصريين، لأننا لا نحتاج لمن يدعونا للإسلام أو يعلمنا ديننا بقدر حاجتنا إلى من ينتشلنا وبسرعة من بئر الفساد والتخلف التى سقطنا فيها مند أكثر من 30 عامًا. نفس الأمر مع موسى وشفيق أنا معهم إذا بنوا البلد وأصلحوا الاقتصاد وأعادوا الأمن ونهضوا بالصحة والتعليم والكرامة لمصر والمصريين لكننى ضدهم إذا عفوا عن الرئيس السابق أو حاشيته أو أعادوا تسليم البلد إلى رجال الأعمال الفاسدين الدين اغتنوا من (مص) دم الشعب الغلبان. رسالتى للجميع.. انسوا الخلافات واصطفوا حول من يأتى به الصندوق الانتخابى النزيه (وأكرر النزيه)، مهما كان توجهه ولنكن جميعًا داعمين له ومراقبين لأدائه لنقومه إذا أخطأ، أما أن نتحول إلى شغل العيال الصغيرة التى تعتنق مبدأ (يا ألعب يا أبوظ اللعب)، فهذا لن يبنى دولة وسيعيد مصر إلى الوراء مئات السنين وسيفتح الباب أمام فتنة شعبية ليس لها معنى، أرجو أن نفكر بعقولنا قليلاً وندير المعركة الانتخابية بعقلية البنائين لا بعقلية متعصبى كرة القدم.