بعض مرشحى الرئاسة هددوا بخروج الشعب فى ثورة جديدة فى حالة تزوير الانتخابات الرئاسية، ولم يقل لنا هؤلاء المرشحون كيف ستتم عملية التزوير، وبأى معايير سيتم الحكم على تزويرها، وهل لو نجح أحد منهم سنعتبر الانتخابات نزيهة وشريفة وتعبر عن إرادة الشعب فى اختيار الرئيس، وفى حالة فوز مرشح آخر سيتم التشكيك فى نزاهتها واعتبارها انتخابات مزورة لو تعكس رغبة الجماهير فى اختيار رئيس بعينه. مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى الذى ترشح بديلا عن المهندس خيرت الشاطر وببرنامجه أعلن وسط حشد انتخابى أن أكثر من 30 مليون شخص سيخرجون فى مظاهرات ومسيرات احتجاجا على تزوير الانتخابات، وأيضا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المنتمى لجماعة الإخوان فكريا وعقائديا فى مؤتمر انتخابى فى الإسكندرية صرخ بعلو الصوت أنه سيكون على رأس الثورة ضد تزوير الانتخابات. ولدى سؤال حقيقى فعلا: ومن قال إنه سيكون هناك تزوير؟ وهل لدى الدكتور مرسى والدكتور أبوالفتوح اثباتات وشواهد دامغة تؤكد أن هناك نية مبيتة للتزوير من أجل مرشح بعينه؟ ومن الجهة التى ستقوم بعمليات التزوير؟ ولماذا استباق «البلاء قبل وقوعه»؟ فهل فوز مرشح مثل حمدين صباحى أو خالد على أو المستشار هشام البسطويسى أو حتى عمرو موسى والفريق أحمد شفيق - وهذا وارد جداً - بمنصب الرئيس فى الانتخابات القادمة، يعنى أن الانتخابات من وجهة نظر جماعة الإخوان ومرشحى التيار الإسلامى مزورة وتستحق أن نحشد لها الملايين فى الميادين والشوارع والحارات لإسقاط الرئيس المنتخب، أما فى حالة فوز الدكتور مرسى وأبوالفتوح فلن تخرج الملايين ولن تنفجر الثورة لأنها بالتأكيد ستكون «انتخابات نزيهة ونظيفة وطاهرة وعفيفة» وعلينا ألا نشكك فيها لأنها جاءت بمن يستحق العرش وليس أحد سواهما. لو نتذكر قبل الانتخابات البرلمانية تكرر نفس الحديث بالتهديد والوعيد من تزويرها لإنجاح «فلول الحزب الوطنى ورموز النظام السابق»، ومع ذلك فاز الإخوان ومعه التيار السلفى والجماعة الإسلامية بالأغلبية وتغنينا ب«الست نزيهة» رغم كل الخروقات والانتهاكات التى حدثت والتى تغاضت عنها اللجنة، فقد تحقق المراد من رب العباد وفاز من تخوفوا من التزوير وأرهبوا الناس من حدوثه. السيناريو ذاته يتكرر الآن بالترهيب والتهديد والوعيد، فإما أن يفوز مرشح إخوانى وإلا فإنها مزورة وليست نزيهة وسليمة.
