يقول الدكتور مرسي ان الاخوان رشحوه لما يمتلكه من عمق وكاريزما .. هذا رأي الاخوان فيه وهم أحرار في رأيهم , ولكن بالنسبة لقطاعات أخري من الشعب , فالدكتور مرسي لا يمتلك أي كاريزما تؤهله ليكون رئيس مصر , وهذا ليس قدحا أو مذمة في شخص الدكتور مرسي الذي نقدره ونحترمه علي المستوي الشخصي , ولكنه رأي موجود في الشارع بقوة .. التحفظ الشعبي علي الدكتور مرسي ليس مرجعه ضغينة ما ضده, بقدر ماهو شعور عام بتصلب رأي الاخوان في هذا الشأن , وإبتعادهم عن تأييد شخص يراه الناس الاحق بالمنصب بعد خروج المهندس خيرت الشاطر والعملاق حازم أبو اسماعيل برغم ما شاب هذه العملية من عوار . لا أعرف لماذا يخاف الإخوان من أبو الفتوح ؟ تصريحات قيادات الجماعة تشي أن هناك شعور عام من الخوف وليس العداء للرجل .. يقول قيادي اخواني أن أبو الفتوح سيحل جماعة الاخوان حال فوزه بالرئاسة ؟ .. يا سلام .. كأنه يتحدث عن عمر سليمان أو شفيق او موسي وليس عن رجل أفني عمره في الجماعة , وخرج منها وهو في أوج قوته , بسبب خلاف إداري إتضح انه لا معني له بعد ترشيح الجماعة للشاطر ومن بعده مرسي . ومع ذلك , هذا لا يبرر الاصرار الاخواني علي عدم دعم أبو الفتوح , خاصة في ظل تصريحات اشخاص في حجم الدكتور محمد حبيب تؤكد أن هناك اعضاء في مكتب الارشاد يكرهون أبو الفتوح ويقفون عقبه في سبيل تأييد الجماعة له .. وهذا يجعلنا نتساءل أين الحقيقة ؟ يبرر بعض اعضاء الاخوان خروج ابو الفتوح من حساباتهم , أنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك – وفي أكثر من موقف – أن الرجل لا يلتزم بالشوري , وأنه مشروع دكتاتور صغير , ولو إفترضنا ان هذا صحيح , فالإخوان لديهم ادواتهم للسيطرة علي هذا الدكتاتور . اتساءل عن سر خوف مؤسسة تملك مجلس الشعب والشوري , وستشارك في كتابة الدستور الذي سيحدد صلاحيات الرئيس القادم ايا كان أسمه ؟ .. يمكن للبرلمان أن يعطل قرار أي دكتاتور , فضلا علي أنه من المفترض ان الدستور الجديد سيسحب من صلاحيات الرئيس لصالح البرلمان , وبالتالي فإن الحديث عن كون الدكتور ابو الفتوح ذو ميول دكتاتورية يغدو سخيفا وغير مبرر .. ثم من قال ان رئيس مصر القادم يجب ان يحكم بالشوري ؟ .. علي العكس , يجب ان تقوم السلطات جميعا بمراقبة بعضها البعض , ويتحمل الرئيس نتيجة قراراته أمام الشعب طالما انها كانت في حدود صلاحياته التي حصل عليها بموجب الدستور والقانون .. هذا كله بإفتراض ان أبو الفتوح دكتاتور فعلا , ولكن تصرفات الرجل – من وجهة تظر الكثيرين – لم يظهر فيها أي شئ يقلق , بل العكس هو الصحيح . مزايا اختيار ابو الفتوح كثيرة , فالرجل يحظي بتوافق وطني , كما أنه يحظي بتأييد القوي الثورية والليبرالية واليسارية والقطاعات الشعبية الغير مسيسة , بالاضافة إلي أنه يبدو من بعض التصريحات ان الجماعة الاسلامية والتيار السلفي يتعاطفان مع الرجل , بما يشي أنه الاقرب للحصول علي تأييدهما , فضلا علي أن الرجل ذو فكر مطمئن للغرب دون تفريط في الثوابت والمصالح الوطنية . نعتقد أن أبو الفتوح سيكون مستعدا للرحيل بعد إنتهاء مدته الرئاسية , ويمكننا بعد أربعة سنوات أن نختار غيره , أو نعيد انتخابه مرة أخري , وهذا ما لن يتوفر في مرشحين آخرين , كما أن وقوف الاسلاميين خلفه يجعله يربح من الجولة الاولي دون إعادة , ولكن في حال أصر الاخوان علي تأييد مرسي فهذا قد يغري بعض الجهات بالتزوير لصالح مرشح معين بطريقة غير مفضوحة , وحينها لن تجدي الاحتجاجات ولن ينفع الندم .. ومع ذلك , مازال مكتب الارشاد يرفض دعم أبو الفتوح بالرغم من أن شخصيات في حجم الامام يوسف القرضاوي – الزعيم الروحي للاخوان – نصحت الجماعة بتأييد الرجل , و إن استجابت قيادات الاخوان ستثبت انها ذو عمق وكاريزما وأنهم ليسوا طلاب سلطة فعلا .