عقد مجلس الشورى العام لجماعة "الإخوان المسلمين" اجتماعًا طارئًا بمقر مكتب الإرشاد بالمقطم لتحديد المرشح الذي ستدعمه الجماعة فى انتخابات الرئاسة، وسط جدل واسع حول هوية المرشح الذي سيحظى بتأييدها. ولم يصدر بيان رسمي عن الاجتماع حتى مثول الجريدة للطبع. وكشف الدكتور على بطيخ، عضو مجلس الشورى العام ل"المصريون"، أن مكتب الإرشاد أجرى مفاوضات خلال الفترة السابقة مع عدد من الشخصيات الوطنية فى محاولة لإقناعها بالترشح، دون أن يعلن عن هذه الأسماء أو ما وصلت إليه التفاوضات بشأنهم. وفى حين لم ينف بطيخ التوجه لدعم المستشار حسام الغريانى، رئيس المجلس الأعلى للقضاء إلا أنه أكد أن الجماعة أخذت قرارًا نهائيًا بعدم دعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، أو الشيخ حازم أبو إسماعيل، لمخالفتهما قرار شورى الجماعة. ولفت إلى أن الدكتور محمد سليم العوا، لم يلق قبولا داخل مجلس شورى الجماعة، وكذلك الأمر بالنسبة لعمرو موسى، أو حمدين صباحى، نافيا أى توجه لدعم الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية حال ترشحه، وأكد أن تأييدهم سيكون لشخصية جديدة. وعقد الاجتماع الذي رأسه الدكتور محمد بديع مرشد "الإخوان" بحضور الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب، والدكتور محمد المرسى رئيس حزب "الحرية والعدالة" والدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب، بصفتهم أعضاء فى مجلس الشورى العام فى الجماعة وليسوا بصفاتهم الحزبية والرسمية. وكان النائب الإخوانى يسرى بيومى أعرب عن دعمه للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح فى سباق الرئاسة، بالمخالفة لقرار الجماعة وحزبها السياسى، فيما أكد للدكتور وحيد عبد المجيد، عضو مجلس الشعب، رئيس لجنة "التنسيق الانتخابى للتحالف الديمقراطي اتجاه مجموعة من نواب "الحرية والعدالة" لتأييده وهو ما أثار أزمة داخل الجماعة فيما يتعلق بدعمها للمرشح الرئاسى خاصة مع تهديد بفصل المخالفين لقرار الجماعة. واعتبر الدكتور عمار على حسن، الباحث والخبير في الاجتماع السياسى، أنه من "الحماقة" أن تصر الجماعة على قرارها نحو فصل كل من يخالف رأيها فى دعم مرشح رئاسى بعينه، خاصة وإن كان الأمر يتعلق بالنواب لأنهم فى هذه الحالة سيخسرون طاقة برلمانية قيمة قد تؤثر على موقف "الحرية والعدالة" تحت القبة فضلا عن ظهور "الإخوان"؟ بمظهر "فاشى" كأنها ترفض الديمقراطية التى تتغنى بها وفسر حسن أسباب انشقاق بعض أعضاء الجماعة "نواب وشباب" عن قرار مجلس شورى الجماعة نحو عزل أبو الفتوح بأنه جاء بسبب سياسة "التململ" التى تتبعها الجماعة فى أغلب قرارتها نحو مطالب الثورة، بال‘ضافة لإنفراد خيرت الشاطر نائب المرشد بالقرار داخل الجماعة وأصبح هو المحرك الرئيسى لكل فعاليات الإخوان، وقال إن "كل هذا دفع الأعضاء للخروج عن " النص " فى محاولة للتأكيد على الهوية الإخوانية التى ترسخت منذ 83 عامًا". وأوضح أنه حتى اللحظة لا يوجد قرار مركزى بدعم شخص بعينه داخل الجماعة وعليه فلا تستطيع الإخوان أن تجبر أحد على دعم مرشح بعينه خاصة وأن كانت لن تقدم أى من أبنائها للرئاسة وعليه فالالتزام الحزبى هو ليس موجود من الأساس، متوقعا حدوث "موائمات" فى تهديدات الدكتور محمود غزلان المتحدث الإعلامى للجماعة بشأن فصل المخالفين لقرار مكتب الإرشاد، لأنه إذا أصرت الجماعة على الفصل سيترتب عليه انشقاق جماعى لشباب الأخوان الذين تجه الكثير منهم نحو تأييد عبد المنعم أبو الفتوح.