دحلان وراء طرد الرجوب من مصر.. هكذا فسرت وسائل الإعلام العبرية منع القاهرة دخول القيادي بحركة فتح جبريل الرجوب من دخول أراضيها، وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن "الرجوب وصل للعاصمة المصرية للمشاركة في اجتماع للجامعة العربية إلا أنه بناء على قرار صادر من المخابرات المصرية، جرى ما جرى". ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن "منع دخول الرجوب يمكن اعتباره خطوة إضافية في الأزمة الشديدة بين السلطة الفلسطينية والقاهرة"، مضيفة أنها علمت -أي هآرتس- أن الرجوب وصل مع مسؤولين فلسطينيين للقاهرة للمشاركة في اجتماع ضد التطرف تنظمه الجامعة العربية بالعاصمة المصرية". وقالت: "الرجوب وأعضاء الوفد المرافق له وصلوا جوا من عمان لمطار القاهرة، وبعد وقت قصير تم منعه من دخول البلاد، وحاول مسؤولون مصريون ومنظمون من الجامعة العبرية حاولوا التدخل دون جدوى، وقيل إن الحديث يدور عن قرار من المخابرات المصرية". وأضافت: "الرجوب نفسه فضل ألا يرد أو يعلق على هذه الواقعة وأعلن أنه صعد للطائرة عائدا لعمان ومن هناك لرام الله، لكن المحيطين به لم يخفوا غضبهم بشأن القرار وقالوا إن الحديث يدور عن محاول غير مقبولة من المصريين لنقل رسائل للقيادة الفلسطينية بواسطة قرار من هذا النوع". وقالت: "منذ عدة أشهر والعلاقات بين القاهرة والسلطة الفلسطينية تشهد تأزما، وهذا في أعقاب رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس المصالحة مع القيادي الفتحاوي السابق محمد دحلان، ومنذ هذا الوقت وجد دحلان الباب مفتوحا بالقاهرة وقبل عدة أيام نظم مؤتمرا كبيرا لأنصاره، وهو الحدث الذي لم يكن ليحدث دون موافقة السلطات المصرية". وذكرت أن "هذه الأزمة شهدت تجليات لها أبرزها في بداية العام، عندما أعلن المبعوث المصري في مجلس الأمن بشكل مفاجئ سحب مقترح قرار لإدانة الاستيطان الإسرائيلية، وهي الخطوة التي قوبلت بحالة من الدهشة في رام الله". ولفتت إلى أنه "في الشهر الأخير عمل المصريون على نفي التقارير التي تتحدث عن استعداد القاهرة لمنح أراض في سيناء للدولة الفلسطينية، وفي المقابل نشر الرئيس المصري السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني بيانا مشتركا حذرا فيه من عواقب دفن حل الدولتين". من جانبها، قالت القناة السابعة العبرية إن "الرجوب هو ممثل لنظام محمود عباس ويعتبر شخصية غير مرغوب بها في مصر بسبب التقارب بين الرئيس المصري السيسي وبين مسؤول السلطة الفلسطينية السابق محمد دحلان". ولفتت إلى أن "طرد الرجوب من الأراضي المصرية من شانه أن يفسر كخطوة جديدة في تأزم العلاقات بين نظام السيسي وقيادة السلطة الفلسطينية بأكملها، وهي العلاقات غير المتحسنة بالمرة". بدوره، قال موقع "والا" الإخباري العبري، إن "دحلان هو أحد الخصوم السياسيين للرجوب ويصفه كثيرون بأنه العدو اللدود لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأحد المقربين للرئيس السيسي"، موضحًا أن "دحلان انتقد أكثر من مرة في السابق قيادة فتح وتعاملها مع إسرائيل، وأطلق على نظام أبو مازن (النظام الفاشل)". ولفت إلى أن "دحلان كان في الماضي مسؤولا في قيادة فتح وإحدى الشخصيات القوية في السلطة الفلسطينية ويعتبر مرشحا لخلافة عباس، كان الرجل قائدا لجهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة حتى سيطرة حركة حماس الفلسطينية في 2007، وبعدها فقد قوته السياسية". وختم "في أعقاب الصراع المر والقاسي مع أبو مازن، تم خلع دحلان من السلطة الفلسطينية في ظل اتهامات بالفساد".