انتابت حالة من الصراع وزارتي الزراعة والري، بالإضافة إلي الفلاحين بعد خروج وزارة الري منذ أسبوع باقتراح، باستخدام تجربة جديدة في زراعة القمح ب"التبريد"، وهو ما رفضته وزارة الزراعة بعد التقرير الذي أصدره مركز البحوث الزراعية، والذي أفاد بأنها تقلل من الإنتاجية وتنشر الأمراض، في حال استخدام طريقة الزراعة الجديدة، في الوقت الذي رفض فيه أعضاء لجنة الري والزراعة بالبرلمان تعميم الفكرة؛ لأن الترب الزراعية مختلفة علي مستوي المحافظات. وقامت وزارة الري بالدفاع عن فكرتها الخاصة بزراعة القمح بالتبريد، في بيان لها اطلعت "المصريون"، علي نسخة منه، ووجهت دعوة للجهات البحثية المتخصصة بالدولة للمشاركة في تقييم التجربة خلال مراحلها المختلفة، ووضع مؤشرات علمية لقياس نجاح التجربة؛ للتحقق من المخاوف التي أثيرت من جانب وزارة الزراعة والفلاحين. وعلي الجانب البرلماني كشف النائب إيهاب غطاطي، عضو لجنة الزراعة والري، عن قيامهم باستدعاء وزير الرى، محمد عبد العاطي، الإثنين المقبل، لبحث تقرير مركز البحوث الزراعية الذى رفض تطبيق زراعة القمح بالتبريد مرتين سنويًا، مؤيدًا التقرير، مسببًا ذلك بأن الفكرة ستجهد التربة بشدة وتقلل من إنتاجية المحصول فى السنة التالية. وأضاف "إيهاب"، في تصريحات ل«المصريون»، أن الزراعة بالتبريد تؤدى إلى خسارة في المحاصيل الصيفية، وعجز في زراعة التقاوي، والذرة، بل وإهدار فى كميات المياه, مثلما حدث فى زراعة محصول الأرز السنة الماضية، وأنتجت الدولة 2.2 مليون فدان بدلًا من المعلن 800 ألف فدان. ومن جانبه قال الحاج السعيد عبد العزيز، أحد كبار الفلاحين، إن هذه مجرد تجربة ولا يمكن تعميمها علي كل الترب بمصر؛ لأنها تحتوي علي أنواع كثيرة ويجب إخضاع كل هذه الترب للتجارب لمعرفة مدي نجاح زرع القمح بالتبريد، موضحًا أن هذا الموضوع سلبياته أكثر من إيجابياته، وهو ما يجعل الفلاح لا ينحاز له. وأكد "عبد العزيز"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن تجارب الغرب لا يمكن تطبيقها في مصر؛ لأن المناخ هو العامل المؤثر في الزراعة واختلاف المحاصيل، مشيرًا إلي أن هذه التجربة تنفع في المعامل، وليس في أرض الواقع والفلاح سيحاول تجربة هذه الطريقة في جزء بسيط من أرضه، ولن يعممها لأنها ستقلل الإنتاج، وذلك سيؤثر علي الفلاح اقتصاديًا. وتابع: أن من أضرار هذه الطريقة أن التقاوي تكون محمية من الديدان الفطرية، ولكن تترك هذه الديدان بالتربة، وهكذا تأذي ما يتم زراعته في نفس التربة بعد الحصاد، مؤكدًا أن هناك خطوات أخري ومضمونة النتيجة يجب اتخاذها لزيادة رقعة زراعة القمح و الاكتفاء منه ذاتيًا.