غاب المهندس أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة وأمين التنظيم بالحزب الوطني عن حضور التحقيق الذي تجريه هيئة مكتب مجلس الشعب في واقعة اتهامه للنائب طلعت السادات برفع الحذاء عليه تحت قبة البرلمان ، رغم حضور الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس المجلس ووكيليه الدكتورة زينب رضوان وعبد العزيز مصطفي. وكانت الساعات الأولي التي سبقت انعقاد اجتماع هيئة المكتب قد شهدت إجراءات أمنية مكثفة استهدفت منع الصحفيين من الاقتراب من مكان الاجتماع لمسافة تزيد على 30 مترًا. كما فرضت إجراءات أمنية على بوابات المجلس لعدم دخول الصحفيين والنواب ، وبعد مضي ما يقرب من الساعة غادرت هيئة المكتب مبني البرلمان دون الإدلاء بأية تصريحات للصحفيين. في سياق متصل، علمت "المصريون" أن عز قرر تدشين حملة إعلامية ضخمة في الصحف ووسائل الإعلام لتحسين صورته وتلميعها ، ولإزالة الغبار الكثيف الذي خلفته الحملة التي أثارها طلعت السادات حول تربحه من وراء مناصبه ونفوذه في الحزب الوطني ومجلس الشعب. وكشفت المصادر عن اعتزام أمين تنظيم الحزب الوطني اللجوء إلى محاولة شراء الصحف بما فيها الصحف المعارضة والمستقلة وإسكاتها بحملة إعلانية ضخمة من أموال شركة العز ، إلى جانب نشر موضوعات تحريرية بأسعار خيالية يسيل لها لعاب جميع الصحف. وأوضحت أنه سيسرع في شراء جريدة "روزاليوسف" اليومية التي يمولها منذ صدورها ، والتي من المقرر أن يتم طرح أسهمها في البورصة، مشيرة إلى أنه سيسعى لشراء 70% من أسهم الجريدة حتى يكون له حق التدخل في إدارتها. وأضافت أنه يعتزم أيضا ضخ أموال أخرى في جريدة "مايو" الناطقة باسم الحزب الحاكم ، لتكون بوقا قويًا للحزب ينضم لمليشيات الإعلام التي تفتح النار على خصومه هو وجمال مبارك رئيس لجنة السياسات ، إلى جانب الصحف القومية والصحف الأخرى التي تساند الحزب الوطني بصورة تقليدية. على صعيد آخر، علمت "المصريون" أن عز يبذل جهودًا كبيرة لإطفاء الحرائق التي أشعلتها حركة التغييرات الأخيرة لأمناء الحزب بالمحافظات، في محاولة من جانبه لاستعادة النفوذ بين نواب الحزب في البرلمان. وأكدت مصادر بالحزب الحاكم أنه يحاول تهدئة ثورة النواب الذين تجاهلتهم حركة التغييرات عبر إقناعهم بأن صفتهم النيابية في مجلس الشعب أقوى تأثيرًا وأكبر نفوذًا من أمانات الحزب في المراكز والمدن، وبأنه لا يليق أن يكون النائب أمينًا للحزب في مركز أو مدينة ويرأسه في أمانة المحافظة شخصية غير نيابية. وأشارت إلى أن محاولات عز تواجه فشلاً ذريعًا لعدم قدرته على إقناع نواب الحزب ، وخاصة أن عددا كبيرا منهم لم يطلبوا أن يكونوا أمناء في المراكز والمدن ، وإنما كانوا يساندون أسماء أخرى من أعضاء الحزب يرون أنها الأكثر جماهيرية.