جاءت "تأسيسية الدستور".. فرصة لبعض "الملطوطين" بالمال الأجنبى.. والخدمة فى "بيوت" الأمريكيين.. أن يعيد غسيل سمعته.. بالمنظرة أمام الكاميرات.. وتمثيل دور "المناضل" السياسى.. و"الوطنى" الذى "لا فيه قبله ولا بعده".. و"يجعّر" على الفضائيات ويعلن خوفه من تحوّل مصر إلى "قندهار" على أيدى الإسلاميين! شهدت مساء أمس الأول، أحد سَدَنة "التمويل" ممن انتفخت جيوبهم وكروشهم وحساباتهم البنكية بالمال الأمريكى "الحرام".. وهو يكيل الاتهامات للبرلمان ويصفه بأنه "باطل" و"غير شرعى".. وأن الأغلبية به "خارجون" على القانون.. وجماعات سياسية محظورة! المأساة ليست فى "نكهة مبارك" وأجهزته الأمنية التى نشتمّها من رائحة "الناشط" التمويلى.. والتى كانت مُترعة برائحة شواء جثث وضحايا "أمن الدولة" المنحل، وإنما فى قدرة هذا المتبجح على مقاومة غريزة الحياء الفطرية، ولم يشعر بأى إحساس بالخجل.. وهو يتكلم عن الوطن وعن الوطنية.. ولم يترك كلمة "بذيئة" إلا ورشق بها الوطنيين الحقيقيين.. والذين جاءوا إلى البرلمان بإرادة ما يقرب من 30 مليون مصرى! بالمناسبة.. فإن هذا "الناشط" المُهندس وراثيًّا وجينيًّا داخل حضانات التمويل الأجنبى.. قالت عنه وثائق "ويكليكس"، إنه كان صديقًا مقربًا لجهاز أمن الدولة.. ومن الشخصيات "الصديقة" للسفارة الأمريكية بالقاهرة.. وطالبت الأخيرة وزارة الخارجية الأمريكية إدراج اسمه من بين الأسماء التى طالبت بحمايتها.. والإنعام عليها بمَيزة "الحصانة" من الملاحقات القضائية. لا شك فى أن "التأسيسية" فى صورتها التى خرجت عليها، أفضت إلى أزمة سياسية وشطرت المجتمع السياسى مجددًا وعمّقت من مشاعر التوجس والخوف بين الأطراف التى تتنازع السلطة الآن.. غير أنها فى النهاية تظل "التشكيل" الشرعى الوحيد.. مهما اختلفنا عليها.. وسواء فُرضت علينا فى النهاية أم أعيد النظر فى القسمة الحالية التى آلت إليها فى نسختها الأخيرة.. فإن الكلمة الأخيرة، تظل للشعب.. وليس للأكثرية البرلمانية التى حازت على النصيب الأكبر من كعكة "لجنة المائة" أو للأقلية السياسية الساخطة والغاضبة، والتى حملت "المطاوى" و"الجنازير" وما انفكت تستبيح كل مَن خالفها الرأى على فضائيات "مبارك". هذا "النهيق" على فضائيات "الفلول" لا يليق بمَن يفترض أنهم "سياسيون احترافيون".. وإنما يليق ب"الشبيحة" و"قطاع الطرق" و"المسجلين خطر".. هذا العنف الذى بلغ مبلغ "القباحة" و"قلة الأدب" لن يحل المشكلة.. ولن يشجع الطرف الذى يملك الأغلبية والشرعية على أن "يطبطب" عليهم ، أو أن يضع "الببرونة" فى هذه الأفواه التى تتقيأ كل هذه البذاءات. وإذا كانت الأغلبية ارتكبت "خطأً" إجرائيًّا.. فهى فى النهاية مارست "حقها" حتى ولو تعسفت فيه.. ومع ذلك فإن رد فعلها الذى اتسم بالعفة والتعالى على "لغة الشوارع" و"شوادر السمك" حتى الآن يليق ب"الكبار" وبالجماعات السياسية الكبيرة والمسئولة.. فيما يظل "الجعير" على الطرف الآخر.. ممارسة تبعث على "القرف".. كسفتونا أمام العالم.. الله يكسفكم! [email protected]