الأزمات الأخيرة التي عصفت بجماعة "الإخوان المسلمين"، ووصلت ذروتها بإعلان الشباب، عزل محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، ومحمود حسين، القيادي بالجماعة، من إدارة شئون التنظيم، لم تنته عند هذا الحد، بحسب باحثين في شئون الحركات الإسلامية، تنبأوا بأن ما سموها ب "جبهة عواجيز الجماعة" تنصب فخًا لجبهة الشباب، وتريد تصفيتهم". وقال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن "جماعة الإخوان ستشهد حالة من الانقسام بسبب الأحداث الأخيرة"، موضحًا أن "الخلاف بين جبهة محمود عزت ومحمد منتصر، ليس وليد اللحظة، لكن القيادات القديمة تحاول بناء جسور للمصالحة مع النظام الحاكم، وهذا يختلف مع جبهة منتصر، وهي الأغلبية من الشباب، التي تريد تحقيق انتصارات على أرض الواقع من النظام". وأضاف حبيب ل"المصريون": "مجموعة منتصر هدفها قطع الطريق على سعي المجموعة القديمة للمصالحة مع النظام، والنتيجة تعميق انقسام الإخوان، ما يجعل مستقبل تلك الجماعة يواجه خطر انقسام كبير لا رجعة فيه". وأشار إلى أن "الجماعة ستشهد صراعًا مفتوحًا لا يبشر بمستقبل للجماعة بأي حال خاصة على مستوى الحفاظ على وحدتها بعيدًا عن تهديد ومخاطر الانقسام الذي هو واقع فعلاً". وقال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "قيادات الإخوان على خلاف كبير مع الشباب، وزاد التوتر في الفترة الأخيرة، بسبب عدم اتفاق عواجيز الجماعة بقيادة محمود عزت، مع الشباب الذي يريد أن يثأر من النظام الحاكم، على خلفية ما حدث بعد 30 يونيو". وأضاف: "قطاع كبير من شباب الإخوان لا يتفقون مع القيادات التي تتمسك باتباع نهج السلمية في التعامل مع النظام، حيث طالبوا مرارًا بإجراءات عنيفة مماثلة لتلك التي يرتكبها النظام بحق الجماعة، مما أثر على صورة الجماعة أمام الرأي العام المصري والعالمي". وتابع النجار ل"المصريون": "الفترة المقبلة ستشهد مجموعة من الإجراءات والتعديلات التي ستؤدي إلى حذف بعض الشخصيات المرفوضة داخل الإخوان وأغلبهم شباب، مما يؤدي إلى التخلص من الفئة التي تقود الجماعة إلى العنف الذي يحدث بمصر". وقال إن "الإخوان ستخرج بشكلها الجديد بعد التخلص من الخلافات الداخلية داخل صفوفها". وشهدت الأيام الماضية، انشقاقات داخل الجماعة، مع إعلان محمد منتصر، المتحدث باسم "جبهة شباب الإخوان"، الانشقاق عن الجماعة وتكوين جماعة موازية بعيدًا عن سيطرة القيادات القديمة وعلى رأسها القائم بعمل المرشد الحالي الدكتور محمود عزت والقادة التاريخيون للجماعة. منتصر وهو المتحدث الرسمي باسم "جماعة الإخوان - جبهة محمد كمال"، قال إن مجلس شورى الإخوان عقد اجتماعا بالقاهرة لبحث قرارات هامة. وعقب الاجتماع، الذي لم يعرف أحد مكانه، نشر بيانًا أعلن فيه استقالة اللجنة الإدارية العليا، مؤكدًا قيام جماعة الإخوان بإجراء انتخابات قاعدية داخل صفوفها وانتخاب قيادة جديدة للجماعة. وأعلن منتصر 5 قرارات، الأول: احتفاظ الدكتور محمد بديع بموقعه كمرشد عام للجماعة، وكذلك احتفاظ جميع أعضاء مكتب الإرشاد في السجون بمواقعهم، والثاني: الفصل بين الإدارة التنفيذية للجماعة الممثلة في مكتب الإرشاد والهيئة الرقابية التشريعية الممثلة في مجلس الشورى العام، والثالث: انتخاب مجلس الشورى من بين أعضائه رئيسًا وأمينًا عامًا ووكيلاً، رابعا: تشكيل مكتب إرشاد مؤقت بدلا عن مكتب الإرشاد الحالي، ليعلن رسميًا الإطاحة بمحمود عزت من منصب القائم بأعمال المرشد، خامسًا: مجلس الشورى العام ينتخب مكتب إرشاد مؤقت، برئيس من الداخل وتشكيل أعضاء من الداخل والخارج.
وأضاف منتصر في بيان له: تم إجراء انتخاب اليوم، وحصل رئيس المكتب العام المنتخب في جولة الإعادة على 70٪ من الأصوات، والمكتب العام للإخوان يتشكل من 11 عضوا، ولا تزال هناك ثلاثة مقاعد شاغرة، مقعدين للقطاعين الذين لم ينهيا الانتخابات القاعدية، ومقعد للإخوان المصريين بالخارج. وفي المقابل، نفى الدكتور طلعت فهمي المتحدث الإعلامي باسم جبهة محمود عزت ما قاله منتصر عن انعقاد مجلس الشورى العام للجماعة بالقاهرة ، حيث جاء ذلك في بيان نشرها موقع "إخوان أون لاين"، مؤكدًا أن منتصر تم إعفاؤه من مهمة المتحدث الإعلامي في 14 ديسمبر 2015، وبالتالي فهو لا يمثلها ولا يتحدث باسمها من قريب أو بعيد. في 24 يناير 2014، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين بمصر تعيين متحدث إعلامي باسمها، لأول مرة بعد عزل محمد مرسي في 3 يوليو 2013. وقالت الجماعة، في بيانها وقتها: "تعلن جماعة الإخوان المسلمين تعيين محمد منتصر، متحدثًا إعلاميًا للجماعة من جيل الشباب، في إطار التفعيل الثوري، وتمكين الشباب". وفي النصف الأول من ديسمبر 2015، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين قرارًا بإقالة المتحدث الإعلامي للجماعة محمد منتصر من منصبه وتجميد عضويته 4 أشهر بعد التحقيق معه في البيانات والتصريحات الصحفية التي أصدرها خلال العام الماضي، وإجرائه حوارًا مع وكالة الأناضول التركية للأنباء دون الرجوع لمسئوليه.