شهدت الساعات الماضية، تغييرات مفاجئة داخل الهرم التنظيمي لجماعة "الإخوان المسلمين" أسفر عن الإطاحة بالدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، والدكتور محمود حسين، القيادي البارز بالجماعة، من إدارة شؤون التنظيم. وقال محمد منتصر، المتحدث الإعلامي لجبهة الشباب، إن مجلس الشورى -السلطة التشريعية للجماعة- والذي انتُخب وسط خلافات العام الماضي، قرر في اجتماعه في القاهرة، بأصوات الأغلبية، عزل عزت وحسين من إدارة الجماعة، على أن يتولى مجلس شورى المنتخب قيادة التنظيم حتى موعد إجراء انتخابات جديدة لمكتب الإرشاد الشهر المقبل، مع احتفاظ محمد بديع، المرشد العام للجماعة، وجميع أعضاء مكتب الإرشاد السجناء بموقعهم. وأعلن منتصر 5 قرارات، الأول: الاحتفاظ بالدكتور محمد بديع بموقعه كمرشد عام للجماعة، وكذلك احتفاظ جميع أعضاء مكتب الإرشاد في السجون بمواقعهم، والثاني: الفصل بين الإدارة التنفيذية للجماعة الممثلة في مكتب الإرشاد والهيئة الرقابية التشريعية الممثلة في مجلس الشورى العام، والثالث: انتخاب مجلس الشورى من بين أعضائه رئيسا وأمينا عاما ووكيلا، رابعاً: تشكيل مكتب إرشاد مؤقت بدلاً من مكتب الإرشاد الحالي، ليعلن رسميا الإطاحة بمحمود عزت من منصب القائم بأعمال المرشد، خامساً: مجلس الشورى العام ينتخب مكتب إرشاد مؤقت، برئيس من الداخل وتشكيل أعضاء من الداخل والخارج. وأضاف منتصر في بيانه، أنه تم إجراء انتخابات اليوم، وحصل رئيس المكتب العام المنتخب في جولة الإعادة على 70٪ من الأصوات، والمكتب العام للإخوان يتشكل من 11 عضوًا، وما تزال هناك ثلاثة مقاعد شاغرة، "مقعدين للقطاعين اللذين لم ينهيا الانتخابات القاعدية، ومقعد للإخوان المصريين بالخارج". في المقابل، نفى الدكتور طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي باسم جبهة محمود عزت، ما قاله منتصر عن انعقاد مجلس الشورى العام للجماعة بالقاهرة، وقال في بيان نشره موقع "إخوان أون لاين"، إن منتصر تم إعفاؤه من مهمة المتحدث الإعلامي في 14 ديسمبر 2015، وبالتالي فهو لا يمثلها ولا يتحدث باسمها من قريب أو بعيد. وقال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "هناك غموضًا يحيط بالجماعة، والانقلاب الذي حدث أمس واليوم، يؤكد أن هناك ثلاثة سيناريوهات لما يحدث في الجماعة، الأول: أن الجماعة هي من تقود المشهد الحالي، وأن ما يحدث هو عبارة عن مسرحية يقودها التنظيم، لتجميل صورته أمام الرأي العام العالمي، خاصة بعد التهم التي وجهت لهم من النظام الحاكم بأنهم من نفذوا حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية، وبالتالي فإن الانشقاق الذي يحدث يوضح أن هناك فئة داخل الجماعة تقودها إلى العنف الذي يحدث بمصر". وأضاف النجار ل"المصريون": "السيناريو الثاني: الجماعة تمهد لمناخ معتدل لإحياء ذكرى 25 يناير المقبل، عن طريق الظهور أمام الرأي العام في مصر بأن الانقلاب سيؤدي إلى ظهور الفئة المتطرفة بالجماعة، وبالتالي ستشهد الفترة المقبلة إجراءات وتعديلات كثيرة لحذف بعض الشخصيات داخل الإخوان، مما يمهد الطريق لإحياء الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، وستخرج الجماعة بشكلها الجديد الذي يقبله الشعب خلال الأيام القادمة". ووصف النجار، منتصر بأنه "شخصية وهمية"، وقال إن "جبهة محمد كمال هي من تقود المشهد في مصر، وإن الدكتور على بطيخ ومحمد عبد الرحمن ومجدي شلش هم أساس العنف داخل الجماعة، وهم من يقودون الخلايا النائمة في مصر". وتابع النجار: "السيناريو الثالث أن النظام هو من يقود المشهد الحالي للجماعة، وهو حدوث انقلاب بين القيادات الخارجية والداخلية، مما يعطى فرصة للنظام في القضاء عليهم أو إضعافهم خلال الفترة القادمة، وبالتالي سيكون هذا لها تأثير سلبي على الجماعة التي تشهد انقلاب منذ أكثر 6شهور". من جانبه، اتفق خالد الزعفرانى، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، مع النجار في السيناريو الأول، وهو أن الجماعة تريد الظهور أمام الرأي العام العالمي، بأنها جماعة سلمية لا علاقة لها بما يحدث بمصر من عنف وقتل وعمليات إرهابية ضد الشعب المصري، وهو السيناريو الأقرب للمشهد الذي يدور داخل الجماعة. وأضاف الزعفراني ل"المصريون"، أن "الخلاف الموجود حاليًا بالجماعة هو خلاف بين الشباب الذي يتبنى فكر سيد قطب، وهو فكر متطرف، يختلف مع ما يراه عواجيز الجماعة الموجودين في السجون وخارج مصر، وبالتالي فإن ما يحدث ليس بالجديد وهذا تكرر خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن الإخوان بالخارج سيظهرون مَن هم الفئة التي تولد العنف داخلها أمام الرأي العام خلال الأيام القادمة".