"انقسامات داخلية، إخفاقات سياسية، حروب مالية.. أسباب كثيرة كلها كفيلة أن تخلق خلافًا بين عواجيز جماعة الإخوان - أو القيادات التاريخية- مع الشباب الذين بدا عليهم صفة التمرد على مبدأ "السمع والطاعة" لعدة أسباب أهمها، وفق مراقبين ومحللين: تمسك قيادات الإخوان بعودة مرسي بينما يتمسك قيادات الإخوان بعودة الرئيس المعزول "محمد مرسي"، يعترض شباب الجماعة على ذلك ويعتبرون أمر عودته ماضي وانتهى. ويطالبون القيادات بوضع رؤية للخروج من الأزمة. السمع والطاعة يعد أبرز الإيجابيات التي خرج بها شباب الجماعة خلال أزمتهم السياسية مع النظام هو تمرد الشباب على مبدأ "السمع والطاعة" وبدءوا أكثر انفتاحًا بعيدًا عن قيود التنظيم وباتوا يتحدثون عن أشياء كانت محظورة داخل التنظيم في وقت سابق. انقسام الجماعة الانقسام الذي شهدته الإخوان مع أواخر هذا العام ثلاث أزمات خلال عام بدأت في مايو وأغسطس، وانتهت بعد حوار محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، بداية شهر ديسمبر نتجت عن بيانات متصاعدة تتحدث عن أزمة في إدارة التنظيم الأكبر في مصر، والذي تأسس عام 1928، حيث أعلن مكتب "الإخوان المسلمين" في لندن إقالة "محمد منتصر" من منصبه كمتحدث إعلامي باسم الجماعة، وهو ما نفاه الأخير. وانقسمت الجماعة على إثر هذه التفاهمات لفريقين الأول يضم القيادات القدامى مثل محمود عزت نائب المرشد والقائم فعليًا بعمل المرشد بتعليمات من محمد بديع مرشد عام الجماعة المحبوس حاليًا على ذمة عدة قضايا، ومعه محمود حسين، أمين عام الجماعة ويعاونهما محمد عبد الرحمن المسئول عن الجماعة في الخارج. والثاني فيتزعمه عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذي يعتبره الشباب بمثابة المرشد حالياً في مصر، وتعاونه مجموعة كبيرة من الشباب وقيادات الصف الثاني، ويتولى مسئولية التنسيق الإعلامي لهم محمد منتصر المتحدث السابق باسم الجماعة. فشل الإخوان أما أبرز الأسباب التي سببت ما يشبه الشرخ بين "شباب وعواجيز الجماعة" هو فشل قيادات الإخوان في تحقيق أي تقدم يذكر طوال معركتهم مع نظام 30 يونيو والتي زادت عن ثلاث سنوات. في هذا الإطار، يقول الدكتور أشرف عبدالغفار، القيادي البارز بالإخوان، إن الحل للأزمة التي تشهدها الجماعة تتمثل في تنحية القيادات القدامى عن المشهد، قائلاً في تصريح صحفي:"من يقدم المصلحة العامة على الخاصة يبادر بذلك دون طلب". سيطرة عواجيز الجماعة على الحكم عودة موقع "إخوان أون لاين" كشف بوضوح كيف استطاعت جبهة محمود عزت أن تقضي على الجبهة الشبابية ل"محمد منتصر". وعاد "موقع الإخوان" بعد قرابة العام على إغلاقه، بعد الخلافات التي عصفت بالجماعة مؤخرًا. وسيطرت جبهة "عزت" على الموقع. بعدما كان في البداية تتحكم فيه الجبهة الشبابية، وتنشر عبره بياناتها ورؤيتهم للوضع السياسي. على الجانب الآخر، هاجم بعض شباب الجماعة عودة "الموقع" بقيادة جبهة "عزت"، وقال عمار مطاوع، الناشط السياسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، موجهًا حديثه للدكتور محمود حسين، على خلفية احتفائه بعودة الموقع قائلاً له في أسلوب يغلب عليه التهكم: "يا فرحة أمك بيك". وأضاف مطاوع ساخر: "ونعم المعركة والله، موضوع مهم فعلا ويستاهل في ذكرى رابعة إنك تكتب عنه هو ده مستوى تفكير فضيلة الأمين العام للجماعة المصونة وما يجاوره من قيادة عظيمة وراشدة دي المعارك المهمة حاليًا في حياة الناس اللي المرفوض إن شباب الإخوان يثقون في رؤيتهم ويسمعون ويطيعون لاختياراتهم". عواجيز الإخوان تحارب الشباب بالتمويل للشهر الثاني على التوالي امتنعت جبهة محمود عزت، عن دعم المكاتب الإدارية التابعة لجبهة "محمد منتصر" قائد الجبهة الشبابية، في أسلوب أشبه بحرب التمويلات التي يخوضها العواجيز لتركيع الشباب. وقال المكتب الإداري المنتخب للإخوان بالإسكندرية أمس: "امتناع إدارة الدكتور محمد عبد الرحمن –التابع لجبهة القائم بأعمال المرشد- ووسطائه عن تسليم الدعم المالى لمحافظة الإسكندرية عقابًا لإخوان المحافظة على قيامهم بإجراء انتخابات قاعدية شاملة من الشعب، وحتى حصة المحافظة في الشورى العام للجماعة". وأضاف بيان المكتب الإداري: "لقد امتنع وسطاء تسليم الدعم المالى التابعين للدكتور محمد عبد الرحمن للشهر الثاني على التوالي عن تسليم الدعم إلى الإسكندرية، استمرارًا في عقاب الإخوان بالإسكندرية على قيامهم بإجراء انتخابات قاعدية شاملة. سامح عيد، المتخصص في شأن الإسلام السياسي قال إن "التنظيم مبني على الثقة والسمع والطاعة لو اهتزت الثقة تهتز معها السمع والطاعة"، مشيرًا إلى أن ثقة الشباب في قياداتهم بدأت تنهار نتيجة للفشل وسوء إدارة العواجيز للمشهد. وأضاف عيد في تصريح خاص ل"المصريون" أن ثقة شباب الجماعة أيضًا، بسبب التدهور على مستويات عدة منها الأمور المادية والجوانب الأخلاقية على مستوى القيادات التي احتك بها الشباب.