تواصل التحريض في إسرائيل ضد الفلسطينيين والعرب, ردا على الحرائق المشتعلة هناك منذ أيام, حيث أصدر حاخام مدينة "صفد" شموئيل إلياهو فتوى تجيز قتل الفلسطينيين والعرب من أجل إخمادها. وحسب "الجزيرة"، أجاز الحاخام الإسرائيلي "تدنيس قدسية السبت -حسب معتقدات الديانة اليهودية- من أجل إخماد الحرائق وقتل مشعليها"، في إشارة منه للفلسطينيين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو زعم أن بعض الحرائق متعمدة، ووصف مشعليها بأنهم "إرهابيون", كما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ضابط في جهاز الأمن العام "الشاباك", قوله :"إن الحرائق سلاح للإبادة الجماعية". وبدوره, قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان إن "أقليات تقف وراء الحرائق"، ملمحا بذلك إلى الفلسطينيين، سواء من هم داخل الخط الأخضر أو من هم في الضفة الغربية. وفي السياق ذاته, قال وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت :"إنه لا يمكن أن يكون يهود هم من أشعلوا الحرائق". وتتعرض مناطق مختلفة من إسرائيل منذ الثلاثاء 22 نوفمبر لحرائق ضخمة, ما إن تسيطر قوات الإطفاء على بعضها بصعوبة بالغة, حتى تعود, وتشتعل في مناطق أخرى، آخرها في مدينة حيفا, التي تحوي مناطق استراتيجية, وبدأت الحرائق قرب القدسالمحتلة، وتوسعت رقعتها بفعل الرياح الشرقية. وأتت الحرائق المشتعلة في حيفا على مئات المنازل، بينما ظل عشرات الآلاف من الإسرائيليين بعيدين عن بيوتهم, بسبب النيران التي بدأت تمتد شرقا نحو بلدة الناصرة. وقالت مصادر في الدفاع المدني الإسرائيلي، إن أكثر من سبعمائة منزل أتت عليها النيران بالكامل في الأحياء الشرقية لمدينة حيفا، وإن أكثر من 150 شخصا احتاجوا للعلاج في المشافي. وتابعت المصادر ذاتها "أكثر من ستين ألف شخص اضطروا للبقاء بعيدا عن منازلهم بسبب انتشار الحرائق التي وصلت إلى منطقة الناصرة وبلدة إكسال في الشمال، وكريات جلت في جنوب البلاد، وتواصلت الحرائق في المناطق الجبلية (غربي القدس)، حيث اضطرت السلطات إلى إخلاء سكان إحدى البلدات". وتستعر الحرائق في مواقع مختلفة بإسرائيل, لكنها اشتدت مساء الخميس الموافق 24 نوفمبر بسبب هيمنة الطقس الجاف وهبوب رياح شرقية قوية. وتشارك ثمانية طواقم فلسطينية في جهود الإطفاء في القدس وحيفا إلى جانب طائرات إطفاء وصلت من روسيا وتركيا واليونان وكرواتيا وقبرص وإيطاليا، ويتوقع أيضا مشاركة طائرة الإطفاء الأمريكية العملاقة "سوبر تانكر" في عمليات الإطفاء. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين في حيفا :"كل حريق متعمد أو تحريض على جريمة الحرق العمد هو إرهاب بكل معنى الكلمة، وسنتعامل مع الأمر على هذا الأساس.. مهما كان من يحاول أن يحرق أجزاء من إسرائيل فإنه سيعاقب على ذلك بشدة". كما أشار وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان إلى ما سماه "إرهاب الحرائق العمد"، وقال إن هناك عددا محدودا من الاعتقالات، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. يذكر أن الحرائق الحالية هي الأكبر في إسرائيل رغم الحرائق التي وقعت في 2010 وأسفرت عن مقتل 44 شخصا، وتوصلت التحقيقات حينها إلى أن الإهمال هو السبب.