أما أنف ابنى فقد "دوشنى" فيه ومعى أمه، منذ سنوات منذ بداية دخوله سن المراهقة، ولم يهدأ له بال أو يغمض له جفن حتى ألزمنا بعمل عملية جراحية تجميلية فى أنفه، مع أن أنفه لم يكن طويلا وعريضا ولامنتفخا ولا أطفسا، لكن ثورة الشباب جعلته يتخيل ما لم نره نحن الذى نعاشره ونعايشه ليلا ونهارا، ولم أكن مقتنعا بهذه العملية، حتى كتابة هذه السطور.. أما أنف النائب أنور البلكيمى فقد خاضت الألسن والأسطر فى سيرته وحكايته ما بين مصدق للتمثيلية التى نسجها هو – حسب ما نقل على لسانه - أو تقوله البعض عليه، وما بين مكذب أو على الأقل "مبرر" لما حدث.. من حق البكليمى يجرى عملية جراحية فى أنفه، مثل حق ابنى الذى لم يكن نائبا فى مجلس الشعب ولا عضوا فى حزب سلفى كبير له سمعته ،وعمل فى أنفه ما رآه واستحسنه، وأنف ابنى لم يكلفه لا سقوط عضويته من حزب ينتمى إليه كما حدث ، ولا إرهاصات سقوط عضويته من مجلس الشعب، كماهو محتمل حدوثه مع البلكيمى. هل أخطأ البلكيمى فى إلباس قضيته الأنفية الشخصية قضية سطو وسرقة عامة للمساهمة فى تشويه صورة مصر أكثر مما هى مشوهة، فى سطوة البلطجة على مجريات الأمور، وأن الصوت الأعلى للبلطجة لا للأمن، وما الاعتداء على "أبو العز وعمرو موسى" عنا ببعيد؟! حكاية تكذيب قصة أنف هذه لم "تنزل لى من زور" حتى وإن كذب النائب نفسه القصة المختلقة على لسانه،وادعى كما نقل عنه أن سبب اختلاقها هو "البنج". لست أدرى لم تذكرت قصة الصحابى الجليل حاطب بن أبى بلتعة الذى أخطأ خطأ ليس فى حق نفسه بل فى حق الدولة الإسلامية كلها؛ إذ باح بسر من أسرار الدولة لقريش عدوة الإسلام والمسلمين فى هذا الوقت، يخبرهم باستعداد المسلمين لغزوهم وأشياء تتعلق بالجيش الإسلامى، ولما أخبر الوحى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسل من يلحق بالمرأة حاملة الكتاب من حاطب لقريش واعترف الرجل وقام عمر يطلب قطع رقبة من اعتبره منافقا إذ أباح بسر كبير وخطير من أسرار الدولة، غير أن الرسول الأكرم نهى عن ذلك وعفا عن المخطئ ملتمسا له العذر بقوله:" وما أدراك ياعمر أن الله اطلع على أصحاب بدر، فقال لهم: اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم". هل نستشف من هذا أن من نتلمس فيه الخير والصلاح لا نستعجل عليه بالحكم القاسى كما فعل حزب النور مثلا مع نائبه، ونسترجع أعماله الصالحة والنافعة السابقة فتكون له شفيعا وحائط صد ضد ما يقع منه من سفساف الأمور أونقائص الأخلاق. والذى يجعلنى غير مصدق واحتمى فى التبرير ما لاكته صحف أمريكية وبريطانية( لوس أنجلوس، والجارديان) وحللت قضية أنف النائب وجيّرت القضية لصالح الليبراليين والعلمانيين واعتبرت أن ما حدث من نائب ينتمى لحزب إسلامى كبير ضربة للإسلاميين كلهم فى مصر التى بدأت تتنفس الصعداء إسلاميا.. هل من الممكن أن نتجاوز حكاية أنف سعادة النائب من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بمصر الإسلامية ومصر الوحدة التى بدأت فى لم شملها وإعادة ترتيب صفوفها من جديد؟ هل من الممكن أن نسقط قصة حاطب بن أبى بلتعة على قصة النائب أنور البكليمى ونلتمس له العذر حتى لو أخطأ واعترف بالخطأ كما فعل الصحابى من أجل الإسلام وصورة الإسلام العظيم ومن أجل مصر الكريمة؟؟ ◄ دمتم بحب [email protected]