ودمشق أين تكون: قلت ترينها / فى شعرك المنسابِ نهر سوادِ, واليوم دمشق شاهدة على الدماء الطاهرة الذكية المراقة بيد بشار الأسد, وسأكتب عنها يا ولدى وأنادى فى كل مكان, وأحدث عنها ماء البحر, وأهمس عنها للشطآن. ويقول صديقى الحبيب: ركز بكتابتك فى الشأن المصرى, فهذا هو المهم, وكفاك كتابة عن سوريا, فما يجرى فى مصر كثير ويملأ مجلدات من المقالات, وأقول لصديقى: أنا مصرى المحبة والهوى والوالدين, وأحب مصر حبًا أكبر من أن يتحمله قلبى الضعيف, وأحبها ويا ليتها تحبنى كما أحبّ ناقتها بعيرى. ولكن الشام تذبح أمامى كل يوم كلما فتحت كتاب الأخبار اليومية, والشام تلوح لى كلما فتحت كل كتب التاريخ, فإليها سار أربعة من كبار قادة الصحابة, ثم جاءهم مدد اسمه (خالد بن الوليد) ومنها أسس الأمويون إمبراطورية عربية لا تغيب عنها الشمس, ولها كتب الراحلون كتبًا من ذهب وحبر وخمر وعسل, وبها سكن نور الدين محمود والعز بن عبد السلام وابن تيمية والجيلانى, وجميع من سكنونى وغفوت فوق كلامهم, والشام عندى كعينى, والعين تدمع كلما لاح لها مشهد طفل يذبح بجيش الكذابين وتحالف الأفاكين. سأكتب عن سوريا لمجرد أن أقول لكم إنها سوريا, وإنها حزينة على وقوفنا صامتين ساكنين هائين ناعمين بينما الكلب الأسد يرتع فيها بمدافعه ومجرميه, وسأنقل لكم كل ما أراه يمس الجرح ويجعله حيًا نازفًا, فأنا مصرى عربى سورى, وهل أنا إلا من غزية إن ذُبحتْ ذُبحتُ / وإن ترشد غزية أرشدِ, ووصلنى أمس بريدًا يحمل قصيدة للشاعر المحترم (يعقوب بن مطر العتيبى) بعنوان ( يا شام) أرجو أن تشاركونى فيها الجرح: " يا شامُ جلّلكِ الأسى والحُسنُ بالحزنِ اكتسى والظالمُ المأفونُ من كأس الغرور قد احتسَى هو قد تكبّر واستطال على الورَى وتغطرَسا هو لا يبالى بالصغار ولا الشيوخِ ولا النِسا من كلّ معنى للمروءة والكرامة أفلَسا أرأيتِ أخبثَ منه فى هذا الزمانِ وأنجَسا؟ هذا هو الجيش الظلوم يجولُ صبحاً أو مَسَا هل أخطأ الجولانَ أم هو قد أضلّ المقْدِسا؟ هدَمَ المساجد والمنازل واستباحَ الأنفُسا والشعبُ أهلكَهُ الحصار فلا غذاءَ ولا كِسا والموتُ فى كل الشوارعِ والبيوتِ تكدّسا والأنفسُ الكبرى تتوقُ لأن تنالَ الأنفَسا لا بدّ من يومٍ يُرى الطاغوت إذ هو أركِسا حتى وإن حشَدَ الجنود وبالحصون تترّسا هذا هو الفرَجُ الكبيرُ أراهُ أقربَ مِن (عَسى) ووراء هذا الليلِ صبحُ النصر حين تنفّسا يا ربُّ يا جبّارُ يا من قد عَلا وتقدّسا حاشا لمن يرجوكَ أن يلقى الهوانَ وييأسا" انتهت القصيدة ويستمر الجرح وأقول: فعلا هذا هو الفرج القريب أراه أقرب من (عسى). محمد موافى [email protected]