تفجير خط الغاز المصرى المتجه لإسرائيل والأردن للمرة ال(13)، هل يعنى أنه خط «منحوس»؟ أم أن هيبة مصر كدولة بحاجة الى «إعادة نظر»؟ بداية لاشك أننى مثل كل المصريين الشرفاء، ضد تصدير الغاز لإسرائيل بهذا السعر البخس، وربما ضد مبدأ تصدير الغاز لهم أصلا، ولكن هذا شىء، وهيبة الدولة المصرية التى لا تستطيع إيقاف مسلسل التفجيرات، الذى بلغ 13 حلقة حتى الآن، شىء آخر. ولا نعرف متى سينتهى؟.. ولا نعرف الهدف من ترك الأمن فى سيناء العزيزة بهذا القدر من التسيب، وهذا المدى من عدم الانضباط؟ لا أريد أن أكون سيئ النية، ولكن توالى التفجيرات بهذا الشكل المبالغ فيه يجب أن يجعل الضوء الأحمر يومض أمام أى عاقل.. وماذا بعد تكرار التفجيرات؟ صحيح، أن مصر كلها من الإسكندرية لأسوان تعانى من حالة الانفلات الأمنى، لكن الأمر فى سيناء مختلف لأسباب عديدة، بعضها يتعلق بالجغرافيا والطبوغرافيا وطبيعة السكان أو طول الحدود، لكن أهمها أن «جار السوء» على الطرف الآخر من الحدود هم الإسرائيليون، وليسوا الليبيين المتقاعسين أو السودانيين الطيبين! وعندما يكون جارك من أهل الغدر والخداع وبينك وبينه بدل «الثأر» مليون، وبدل الحرب أربع، عندها يجب أن تكون الحسابات فى التعامل معه دقيقة، لا يترك فيها شيئا للصدفة والظروف، فما بالك لو كانت الإشارات، وبالونات الاختبار كلها تأتى من الحدود الشرقية لتقول إن إسرائيل تسعى لاحتلال سيناء. المجلس العسكرى سبق وعلق مشكوراً على تسريبات إسرائيل الخاصة بخطط احتلال سيناء بقوله «إن أمن سيناء شأن مصرى خالص لا تقبل مصر أى تدخل فيه بالفعل أو بالتصريح أو بالرأى من أى طرف خارجى».. وكان ذلك ردًا على تصريحات وزير الحرب الصهيونى إيهود باراك الذى قتل جنوده رجال الشرطة المصريين، ثم أعربت عن «أسفها» لقتلهم.. و«للأسف» قبلنا «الأسف»، ولم تعلن حتى يومنا هذا نتيجة التحقيق المشترك فى قتل إسرائيل لجنودنا داخل حدودنا. وأذكركم أن ذلك كان بداية الانبطاح بحجة أننا لسنا جاهزين لرد مناسب، طيب لن نرد، ولكن أين نتائج التحقيق؟ ملحوظة أخيرة: فى نهاية يناير الماضى شهدت قاعات معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الداعم لإسرائيل عدة جلسات خطيرة بشأن سيناء، ووصفوها بأنها «الثقب الأسود» فى عملية السلام برمتها، وخلصوا إلى أن سيناء بوضعها الأمنى الحالى تشكل خطرًا على إسرائيل!!.. فماذا نحن فاعلون؟ اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. حسام فتحى [email protected]