حتي أسواء الأحداث وأكثرها إيلاما قد لا تخلو من جوانب طيبة ودروس لاتنسي ..وربما تعيد رسم وترتيب أوضاع لا نرضي عنها فنقول : لعله خيرا. وكما تحقق دماء الشهداء أهدافا جليلة وتفتح أبواب الحرية والعزة والكرامة الوطنية فإن دماء شهدائنا الطاهرة التي سفكتها اسرائيل علي حدود سيناء ربما ستكون سببا في تغيير العديد من الأوضاع التي تأخرالسعي لإصلاحها لعقود مضت فاتفاقية السلام التي جعلت من سيادتنا منقوصة علي جزء هام من أراضينا والتي جعلت من المنطقة (ج) المجاورة للحدود هزيلة العدد والعدة و لقوات الشرطة فقط دون الجيش تتوارد الانباء الآن عن قرب تعديل اتفاقية السلام التي لم يهتم النظام السابق بمراجعتها كل خمس سنوات وضيع علي مصر فرصا هامة لتحسين الأوضاع الامنية علي حدودنا الشرقية والآن سنحت الفرصة بفضل الدم الطاهر الزكي لشهدائنا الابرار لتعديل المعاهدة المجحفة وزيادة أعداد القوات المصرية المنتشرة في سيناء بالمناطق الثلاثة لتقيق الأمن الداخلي وردع العدو الجاثم علي الحدود. فعندما واصلت اسرائيل عربدتها مستأنفة حوادث القتل العمد لجنودنا الذي انتهجته خلال السنوات الأخيرة دون أن يتخذ النظام السابق موقفا حاسما واكتفي بالشجب والاعتراض والعتاب الرقيق ..وحاولت استعراض قوتها لقياس ردود الفعل المصرية بعد الثورة فقتلت خمسة من جنودنا علي الحدود المشتركة بسيناء ففوجئت بطوفان عنيف من الشعب الغاضب الذي عبر في جرأة وشجاعة عن كراهيته للكيان الصهيوني عدونا الأبدي- حتي لو بيننا معاهدة سلام منقوصة- لكن ممارساته العدوانية في قطاع غزة دائما وفي سيناء بين الحين والحين تزيد الشعب المصري كراهية له ،وبقدر ما كان رد الفعل الشعبي تلقائيا وحاسما لدرجة انزال العلم الاسرائيلي ورفع العلم المصري مكانه.. بقدر ما صدمنا الموقف الرسمي المتحفظ والذي جاء أقل كثيرا من المتوقع فلم يتم سحب سفيرنا أو طرد السفير الاسرائيلي وكالعادة لم يعتذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهوعن الجريمة واكتفي بإبدء الأسف بمعني العزاء وشتان ما بين الاثنين ..ولكن العجرفة الاسرائيلية اهتزت أسمام طوفان الغضب الشعبي الذي وجد طريقا للتعبير دون قمع بوليسي فخرجت المظاهرات السلمية بالآلاف واحاطت بالسفارة الاسرائيلية لعدة أيام ودوي صوت المتظاهرين امام بيت السفير الاسرائيلي وامام قنصليتهم بالاسكندرية وفي المحافظات رافضة للوجود الاسرائيلي علي أراضينا . اتفاقية تصدير الغاز لأسرائيل يجب أن يعاد النظر فيها سريعا لا من أجل الاستجابة للمطالب الشعبية فقط ولا من أجل الأستهداف المتكرر لخط تصدير الغاز لتفجيره ولكن من أجل مستقبل الأجيال القادمة فالاحتياطي المصري من الغاز لا يتجاوز 40 تريليون قدم مكعب في حين تصل إحتياجاتنا المحلية منه الي 80 تريليون قدم مكعب حتي عام 2020..في حين نصدر لاسرائيل يوميا 200 مليون قدم مكعب بأسعار تقل عن الأسعار العالمية مما يوفر لهم ملياري دولار سنويا ..من أحق بتأمين إحتياجاته من الغاز أصحاب الارض أم أعداؤهم ؟ حتي لو اشتروه بسعرأعلي يظل ما يحتاجه البيت يحرم علي الجامع . لازالت أزمة انتخاب القيادات الجامعية مستمرة مع محاولات وزير التعليم العالي والمجلس الأعلي للجامعات للالتفاف حول اسلوب انتخاب القيادات الذي اختاره أكثر من 80٪من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية جميعا فبدلا من تطبيق نظام الانتخاب المباشر علي جميع الجامعات نجد محاولات لتطبيقه علي الأماكن الشاغرة فقط مع الابقاء علي القيادات القديمة التي لم تقدم استقالاتها فالكيل بمكيالين أسلوب مرفوض من أعضاء هيئات التدريس لأنهم النخبة الأكثر وعيا وقدرة علي اختيار من يقودهم ..لقد انتهي عهد أهل الثقة ليبدأ عهد أهل الخبرة والكفاءة دون أن ترضي عنه أمن الدولة ..وتلك بداية اصلاح التعليم الجامعي.