لاقت مبادرة حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية" -المعنونة ب "نداء عاجل من أجل إنقاذ الوطن"، والرامية إلى الخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3يوليو 2013- قبولاً بين قيادات جماعة "الإخوان المسلمين"، إذ اعتبروها تحيى آمال "كل مصري شريف". وجاء إطلاق المبادرة بالتزامن دعوات للتظاهر في 11نوفمبر الجاري، تحت مسمى "ثورة الغلابة"، احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادي وسوء الأحوال المعيشية. وتنص على "الإفراج عن جميع المعتقلين، وعقد مؤتمر وطني للمصالحة الوطنية، والاستفادة من كافة الكفاءات الوطنية بعيدًا عن سياسات الإقصاء". ورحب الدكتور محمد سودان، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، بهذه المبادرة، مشيرًا إلى أنها "تحتوي على آمال كل مصري شريف؛ لكن المهم آليات تنفيذها". وعلق سودان على الدعوات للتظاهر في 11نوفمبر، قائلاً إنه يرحب بالحراك الثوري؛ "بشرط أن نفطن لتحركاتنا"، لافتًا إلى "وجود صراعات عدة الآن بين المؤسسة التي تحكم حاليًا ونظام مبارك بدولته العميقة"، فيما وصفه بأنها "صراعات دفينة ترجع إلى 28يناير 2011". وتابع: "لا أظن أن تنسى الشرطة ما فعلت فيها في جمعة الغضب وما تلاها من أحداث حتى الآن، توقعات 11/11 غير معلومة؛ لكن أتوقع مفاجآت لكنني لا أظن أنها ستكون النهاية". بدوره، أشاد الدكتور محمود عطية، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، والبرلماني السابق، بمبادرة "الجماعة الإسلامية" ومن وراءها، قائلاً إن "أي مبادرة تعمل من أجل إنقاذ البلاد شيء محترم". ورأى خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، أن "المبادرة شيء محمود من الجماعة الإسلامية باعتبارها تحرك المياه الراكدة للمصالحة الوطنية". وأضاف: "قبل طرح أي مبادرات على الإخوان أن تعقد مصالحة مع الشعب، لأنها أفسدت العلاقة بينهما بإتباعها أسلوب "اللجان النوعية" والتي تتبنى العنف وتسببت في شرخ كبير بين الشعب والإخوان". فيما توقع أن "النظام سيرفض التصالح مع الإخوان، لأنه يرى أنهم يتجهون للعنف وهذا يضعف أي مصالحتها، كما أن الجماعة منقسم على نفسها ويصعب عليها أن تتخذ أي قرار، وتأتي المصالحة في آخر اهتماماته".