بشكل أو بآخر, تتكرر دعوات الدول الأجنبية بتحذير رعاياها من الخروج للمناطق العامة أو التي بها تجمعات بمصر, هذه الدعوات التي تترتب عليها آثار سلبية على الجانب الاجتماعي والاقتصادي, والسياسي أيضًا, حيث إنها تصدر مشهدًا سيئًا عن الحالة الأمنية للبلاد للدرجة التي لا تمكن مصر من حماية الرعايا الأجانب ويؤثر على الأمن القومي للبلاد, وتحتل أمريكا المركز الأول في ترتيب الدول الأكثر تحذيرًا لرعاياها في مصر ثم تأتى "كندا وفرنسا وايطاليا وإنجلترا". أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، الخبير الأمني، أن أمريكا دائمًا ما تستخدم الحرب النفسية للضغط على الشعب المصري, فمجرد التحذير من دولة كبيرة لها قامتها يوحى بكارثة كبرى في انتظار الجميع, مؤكدًا أن هناك بعض الدول تقلد أمريكا بدون تفكير مثل كنداوبريطانيا وغيرها حيث أطلقتا نفس التحذير دون سبب. وأضاف سعيد في تصريح خاص ل"المصريون" أن هناك أجندات خارجية تقوم بها أمريكا ومؤامرة "أشبه ما تكون رخيصة للإضرار بالأمن القومي للبلاد، مؤكدًا أن أمريكا دأبت على استغلال الأحداث في مصر أو اصطناعها لتأليب المواطنين وإرباكهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ووجود حالة من الغضب تجاه موجة الغلاء وارتفاع الأسعار، ليرى المواطن المصري نفسه أمام نار الأسعار وعدم الشعور بالأمان، ثم التأثير على القطاع السياحية والاستثمارات. الأمر ذاته أثار غضب نواب مجلس الشعب، مطالبين بضرورة التصدي لمثل هذا الدعوات التى تؤثر على السياحة في مصر, وتبعث برسالة غير سوية وكاذبة لباقي الدول الأوروبية والعربية بأن مصر بلد غير آمن على الإطلاق, مطالبين بإجراء حاسم وقانوني ضد سفراء هذه الدول. من جانبه، طالب النائب خالد صالح أبو زهاد، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة الشئون العربية، باتخاذ موقف حاسم مع سفراء الدول الأجنبية الثلاثة التي حذرت رعاياها من التجمعات يوم أمس 9أكتوبر، مضيفًا في بيان له اليوم الإثنين، أن الواقع أكد كذب التصريحات ولا بدّ أن تتخذ الدولة موقفًا مع من حاول إثارة البلبلة. وقال "أبو زهاد"، إن إثارة مثل هذه التحذيرات أمر يضر بالأمن القومي المصري، خاصة أن مصر بلد محوري بالشرق الأوسط والمساس بها مساس بالأمن العالمي، مؤكدًا أن إصدار هذه التصريحات تصرفات غير مسئولة تجاه مصر. من جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي العميد سمير راغب أن القانون الدولي يعطي الدول الحق في منع رعاياها من القدوم لمصر، وليس فقط التحذير من مخاطر أمنية, مضيفًا خلال مداخلة هاتفية في برنامج "صباح أون" على قناة ONTV، السبت 8 أكتوبر، أن تحذير سفارتي الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا لرعاياهما المتواجدين في القاهرة من مخاطر أمنية محتملة هو أمر مشروع بالنسبة للدولتين في إطار القانون الدولي. وأوضح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل إجراء الانتخابات تكون شديدة الحرص على تحذير رعاياها من أي خطر حتى ولو بسيطًا حرًصا على سلامتهم، قائلا: "هذا الأمر عادي جدًا ولا يمثل أي شيء بالنسبة لمصر"، منوهًا بأنه لا يميل إلى نظرية المؤامرة في تفسير القرارات الدولية تجاه مصر. ففي جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى نصحت بريطانيا رعاياها بتجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة والبعض عن التظاهرات وبالمثل باقي الدول الأوروبية . ونال الرئيس المخلوع حسنى مبارك النصيب الأكبر من هذه التحذيرات، حيث قالت السفارة الكندية على موقعها الإلكتروني إنه من الضروري لرعاياها البعد تجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة، بسبب "مخاوف أمنية محتملة". وقالت السفارة الأمريكية في رسالة إلى رعاياها: "ينبغي أن يكون المواطنون على علم بمحيطهم وممارسة احتياطات أمنية جيدة في جميع الأوقات". وأضافت السفارة أن الموقف في مصر لا يمكن التنبؤ بتطوراته، وأوردت بعضًا من التواريخ، التي حذرت مواطنيها من التردد خلالها على الأماكن العامة، من ضمنها الاحتفال بعيد ثورة 25 يناير الماضي.