أحسن طلاب وإدارة كلية الهندسة بجامعة عين شمس صنعاً عندما طردوا منذ عدة أيام فريق عمل مسلسل "ذات" من الكلية ومنعوه من استكمال التصوير بسبب الملابس العارية، التى كن يرتدينها مجموعة كبيرة من الفتيات "الكومبارس" بزعم أن ذلك يعبر عن حقبة السبعينيات داخل الجامعة التى تتناولها الرواية!.. الأمر الذى اعتبرته إدارة الكلية انتهاكاً لقدسية ومكانة الجامعة كصرح تعليمى منوط بغرس القيم والفضائل والمُثُل داخل عقول ونفوس الطلاب.. مما أثار حفيظة القائمين على هذا العمل واعتبروه حجراً وقمعاً جديداً للإبداع فى مصر، خاصة أنه لم يكن مسموحاً لأحد عرقلة أى عمل فنى أثناء العهد البائد، الذى كان يدعم الفن ويمهد له كل السبل المشروعة وغير المشروعة لخروجه إلى النور حتى وإن كان مسفاً وتافهاً ومشوهاً لصورة مصر والمصريين فى الخارج! حيث اعتادوا منذ سنوات طوال بتفويض وتوكيل من مسئولى النظام الفاسد السابق مبارزة الله بالمعاصى ومحاربة الدين وتعاليمه عن طريق عرض أعمال فنية منحطة تافهة ترتكَب فيها كل المحرمات من شرب للخمر والمخدرات وممارسة الدعارة وابتكار سبل وطرق عجيبة لكيفية ارتكاب الجرائم بصورها المختلفة مما تسبب فى تعرية وفضح مجتمعنا زوراً وبهتاناً أمام كل شعوب العالم، وأعطوهم إيحاء بأننا بلد موبوء بالدعارة والمخدرات وارتكاب كل المعاصى ما ظهر منها وما بطن، بدعوى حرية الرأى والتعبير وتسليط الضوء على سلبيات وعيوب المجتمع لعلاجها!!.. وذلك بهدف إلهاء الشعب وتغييبه عما كان يحدث وقتذاك من كوارث وجرائم فساد فى كل المجالات!! السؤال الذى يطرح نفسه.. أين كان غالبية أهل الفن والرقص - الذين يدّعون فى المهرجانات أنهم أصحاب رسالات سامية- عندما كان شعب مصر يُقتَّل ويُصاب وتُنتهَك حرماته وتُنهَب ممتلكاته أثناء الثورة من أجل تحرير البلد من مبارك ونظامه الملعون الذى أغناهم غنى فاحشا ومنحهم فرصاً لم يحلموا بها واحتواهم بشكل مستفز هم ولاعبو كرة القدم فقط دون غيرهم من باقى فئات المجتمع المختلفة التى تعمد تهميشها وتنحيتها جانباً بل عمل على وأد الكثير منها حيث حرمها من أبسط حقوقها للعيش بعزة وكرامة؟!!.. إحقاقاً للحق.. لا ينبغى بأى حال من الأحوال أن نحمل القائمين على هذه الأعمال المنحطة سواء كانوا مطربين أو ممثلين أو مخرجين أو كتابا أو مصورين المسؤولية كاملة عن تدنى الفن وانحطاط مستواه بهذا الشكل المؤسف، فهم لم يجبروا المسؤولين عن مراقبة الأعمال الفنية على تمرير مثل هذه الأعمال، هؤلاء المسؤولون غير المسؤولين على الإطلاق والذين أرى أنهم يحتاجون إلى من ينتقيهم ويراقبهم بل ويعزل معظمهم بسبب ما يشهده كل من التليفزيون والسينما من تدهور وانفلات وعدم احترام للعقول خلال العِقد الأخير!!.. كما أنهم لم يجبروا أحداً على دخول دور السينما والمسارح ودفع هذه الأموال الطائلة التى لو كانت طُلبِت ممن دفعوها من أجل إعمار قرية أو بناء مدارس أو مستشفى لعلاج المرضى من الفقراء والمساكين لما لبوا النداء ولِما ألقوا بالا!.. للأسف الشديد هناك إصرار وتعمد ورغبة من قِبَل الكثيرين من معاونى الشيطان فى بقاء الانحطاط والإسفاف والتفاهة تحت ستار الترفيه والترويح عن النفس وتجسيد الواقع بكل تفاصيله بشكل مبالغ فيه!!.. أرجو ألا يسيء البعض فهمى ويعتبرون كلامى هذا دفاعاً عن أهل الفن لا سمح الله، فهم من وجهة نظرى يمارسون عن قناعة مهنهم التى أغنتهم وجعلتهم وغيرهم كثيرين أشهر من نار على علم رغم خطورة وحرمة ما يرتكبون فى حق أنفسهم وحق الآخرين من ضعاف النفوس!.. تلك المهن التى تدر عليهم أموالا لا حصر لها مصدرها الأساسى هو جيوب المشاهدين من المصريين!، والتى زينها لهم الشيطان بعد أن تحالف معهم وأبرموا اتفاقية لإفساد ذوقنا وتلويث صورة مصر والمصريين فى الخارج!!.. يجب أن يعى كل من يشارك من قريب أو من بعيد فى ظهور تلك الأعمال أنه مسؤول مسؤولية كبيرة عن إنجاح وغنى واستمرار هؤلاء وسيطرتهم على الفن فى مصر كى لا يبقى على الساحة سواهم ومن على شاكلتهم!!.. قاطعوا أعمالهم يرحمكم الله وكفوا عن صناعة النجوم والأبطال المزيفين الذين تآمروا على تدمير فكر وذوق جيل بأكمله، لأنهم أولاً وأخيراً وببساطة شديدة شغالون عندكم، إذا أغمضتم عيونكم وصممتم آذنكم وانصرفتم عنهم انصرفوا وتواروا خجلا.. أعمِلوا عقولكم وميّزوا بين الغث والثمين وضعوا الجيل القادم نصب أعينكم حتى لا يكون حِملكم ثقيلا يوم القيامة!!. [email protected]