يبدو أننى كنت مخطئة عندما تخيلت للحظة بعد نجاح ثورة يناير وخلع الرئيس السابق أننا مقبلون على عهد جديد نظيف، لا مكان فيه لكتيبة "هشك بشك" قائدة أقوى عمليات الفجور فى مصر ومُؤسِسة وواضِعة مناهج الفساد والانحراف الأخلاقى بكل صوره والتى يتم تدريسها لأطفالنا وشبابنا عنوة داخل غرف نومهم تطبيقاً لنظام التعليم عن بُعد!!.. تلك الكتيبة التى اعتادت منذ سنوات طوال بتفويض وتوكيل من مسئولى النظام الفاسد السابق مبارزة الله بالمعاصى ومحاربة الدين وتعاليمه فى شهر رمضان الكريم عن طريق عرض أعمال فنية منحطة تافهة ترتكَب فيها كل المحرمات من شرب للخمر والمخدرات وممارسة الدعارة وابتكار سبل وطرق عجيبة لكيفية ارتكاب الجرائم بصورها المختلفة فعرونا وفضحونا أمام كل شعوب العالم، حيث أعطوهم إيحاء بأننا بلد موبوء بالدعارة والمخدرات وارتكاب كل المعاصى ما ظهر منها وما بطن، بدعوى حرية الرأى والتعبير وتسليط الضوء على سلبيات وعيوب المجتمع لعلاجها!!.. وذلك بهدف إلهاء الشعب وتغييبه عما كان يحدث وقتذاك من كوارث وجرائم فساد فى كل المجالات!!.. فى الحقيقة.. أصابتنى حالة من الغثيان والشعور بالقرف عندما تابعت بالصدفة الإعلان الخاص بأحد المسلسلات الذى ستعرضه فى رمضان إحدى القنوات الفضائية التى دأبت منذ خروجها إلى النور على أن تدلل على مسلسلاتها فى الشهر الكريم قائلة: مسلسلاتك عندنا!، مثلها فى ذلك مثل الأم التى تدلل على ابنتها البايرة فى كل بيت شوية!!.. حيث فوجئتُ باثنتين من الفنانات- أو تقدر تقول الراقصات- وهما ترقصان بملابس مثيرة وساخنة تحرك وتثير الحَجر وليس البشر فحسب!!.. الأمر الذى أحبطنى كثيراً وأكد لى أن دماء شهداء ومصابى ثورة يناير ضاعت هدراً بسبب استمرار تلك الممارسات القذرة الشائنة التى لا هدف لها سوى تدمير الجيل بأكمله والقضاء على كل الفضائل والقيم والمُثُل!!.. السؤال الذى يطرح نفسه.. أين كان غالبية أهل الفن والرقص- الذين يدّعون فى المهرجانات أنهم أصحاب رسالات سامية- أثناء الثورة عندما كان شعب مصر يُقتَّل ويُصاب وتُنتهَك حرماته وتُنهَب ممتلكاته من أجل تحرير البلد من مبارك ونظامه الملعون الذى أغناهم غنى فاحشا ومنحهم فرصاً واحتواهم بشكل مستفز هم ولاعبو كرة القدم فقط دون غيرهم من باقى فئات المجتمع المختلفة التى تعمد تهميشها وتنحيتها جانباً بل عمل على وأد الكثير منها، حيث حرمها من أبسط حقوقها للعيش بعزة وكرامة؟!!.. مَن المسئول عن استمرار تمرير مثل هذه الأعمال لعرضها فى هذا الشهر الفضيل لإلهاء الناس عن عبادتى الصوم والصلاة بهذا الشكل المخجل والمؤسف؟!.. أما آن الأوان كى يخرج الأزهر أو دار الإفتاء عن صمتهما الرهيب ليحرما ويجرما عرض مثل هذه السموم فى هذا الشهر الذى جعل منه أعداء الله وحلفاء الشيطان موسماً لقلة الأدب والمسخرة، زاعمين الترويح والتخفيف عن الصائمين؟!.. وأخيراً.. بما أن الحقائق والموازين عند أهل الفن والرقص مقلوبة دائماً فلا أستبعد أن يكون غرضهم الأساسى من وراء تلك الأعمال المنحطة هو إفطار أكبر عدد ممكن من الشعب المصرى لينالوا ثواب إفطار الصائمين على واحدة ونُص!، وهنيالك يا فاعل الخير!.