تباينت ردود الفعل حول تصريحات الدكتور محمد مرسى رئيس حزب "الحرية والعدالة" التى اعتبر فيها الحديث عن الاستغناء عن المعونة الأمريكية قد يعطل مسيرة استكمال المؤسسات الدستورية للدولة، وأن المعونة مرتبطة باتفاقية عسكرية. فمن جانبه، قال الدكتور محمد حبيب نائب مرشد الإخوان السابق ونائب رئيس حزب "النهضة": "إن المعونة الأمريكية ليست صادرة من الإدارة الأمريكية من أجل مساعدة مصر، وإنما تستهدف مصالح الأمريكان ومشروعهم داخل مصر وفى المنطقة العربية كلها". وأضاف حبيب ل"المصريون": "أمريكا ليست جمعية إصلاحية لتمد يد العون لمصر وإنما تدفع أموالاً طائلة بالمليارات لتشكل الآراء وفق هواها ومصالحها، وإن هذه المعونة تحتاج إلى وقفة حازمة وحاسمة". واستغرب حبيب من حرص البعض على الدفاع عن هذه المعونة بدلاً من التحدث عن الاعتماد على الذات وشد الأحزمة حول البطون قائلاً: "إن الخروج من عنق الزجاجة لا يتحقق إلا بالعمل والإنتاج". وتابع: "أنا حزين من تصريحات الدكتور مرسى حول المعونة والدفاع عن بقائها من أجل استكمال مؤسسات الدولة". وفى سياق مختلف اعتبر حبيب تصريحات قيادات الإخوان حول استعدادهم لتشكيل حكومة ائتلافية نوع من الدفاع عن النفس وصد الهجوم الإعلامى عليهم ليس أكثر، وكشف أن قيادات الجماعة ليست جادة فى هذا الأمر إلا إذا وافق المجلس العسكرى على تشكيل هذه الحكومة. من جانبه رأى الدكتور على بطيخ، عضو مجلس شورى الإخوان، أن ما قاله رئيس الحزب يقصد به عدم الانشغال عن القضية الرئيسية الحالية للبلاد، وهى استكمال الانتخابات التشريعية وتطهير مؤسسات الدولة من كل عناصر الفساد، وإقامة دولة على أسس دستورية، وأنه قصد أن الحديث عن المعونة ليس وقته الآن . وأكد بطيخ أن حزب "الحرية والعدالة" لا يقبل التدخل الخارجى من قبل بعض الدول فى شئون مصر الداخلية فى صورة معونة أو غيرها. من ناحيته قال محمد عباس عضو "ائتلاف شباب الثورة": "إنه لا اعتراض عندنا إذا كانت هناك بعض الدول تريد أن تساعد مصر سواء بمال أو بغيره ولكن شرطنا الوحيد ألا تكون تلك المساعدات مشروطة بشرط معين وألا تكون هناك تدخل خارجى أو بداية للتبعية". وردًا على ما فهم من تصريحاته، بادر الدكتور محمد مرسى رئيس حزب "الحرية والعدالة" بنشر توضيح قال فيه إن كلماته فهمت بشكل خاطئ. وأوضح مرسى فى بيان صحفى حصلت "المصريون" على نسخة منه أن المعونة الأمريكية جزء من اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة بين مصر وإسرائيل, وأن الجانب الأمريكى ضامن لها وطرف أصيل فيها، مشيرًا إلى أنه لا مجال للحديث عن المعونة إلا فى إطار الاتفاقية. وشدد مرسى على أن التلويح بوقف المعونة من جانب الإدارة الأمريكية ليس فى محله وإلا سيعاد النظر فى الاتفاقية وقد تتعثر، وأن حزب الحرية والعدالة يريد لمسيرة السلام أن تستمر بما يحقق مصلحة الشعب المصرى.