اللجوء السياسي لأعضاء جماعة "الإخوان"، باب جديد فتحته بريطانيا أمام الإخوان للرحيل عن مصر، وذلك بعدما أصدرت وزارة الداخلية البريطانية لائحة داخلية جديدة لتنظيم طلبات اللجوء السياسي لأعضاء الجماعة المصريين في بريطانيا، مشيرة إلي أن بعض أعضاء الجماعة الحاليين والسابقين مؤهلون لطلب اللجوء بدعوى تعرضهم للاضطهاد والضرر الجسيم من قِبَل السلطات المصرية. ذلك الإجراء الذي اتخذته الحكومة البريطانية تسبب في تخوفات من توتر العلاقات بين مصر وبريطانيا خاصة مع اعتبار النظام المصري الحالي برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي جماعة الإخوان إرهابية، بالإضافة إلي الشروط التي حددتها اللائحة الداخلية البريطانية لقبول طلبات القبول السياسي. وتتلخص تلك الشروط في إثبات جماعة الإخوان تعرضهم للضرر والاضطهاد داخل مصر، عبر الاحتجاز أو سوء المعاملة أو المحاكمات غير القانونية والعقوبات غير المتناسبة، فضلاً عن القيادات والمؤيدين للجماعة أو الذين يتم اتهامهم بالدعم والتأييد للجماعة مثل الصحفيين أو العاملين بالمنظمات غير الحكومية التي يزعم صلتها بالإخوان إذ إنهم معرضون هم أيضا لخطر المحاكمة ، حسب اللائحة. من جانبه أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية أن العلاقات المصرية البريطانية متوترة بطبيعة الحال منذ أن كان ديفيد كاميرون رئيس للوزراء خاصة أنه فتح الباب أمام الجماعات المتطرفة لتتخذ من بريطانيا حماية لها. وتوقع "اللاوندي" في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن تسير العلاقات المصرية البريطانية في طريق أفضل في عهد رئيسة الوزراء البريطانية الحالية تريزا ماي مؤكدا إن بريطانيا لم تفعل جديدا من أجل الإخوان بحق اللجوء السياسي فقد ناصرتهم منذ البداية. وأشار، أن اشتراط أن يثبت أي قيادي إخواني أنه مستهدف أو معرض للخطر في مصر صعب إثباته من قبل أي أحد من جماعة الإخوان، مؤكدًا أن بريطانيا تدعم أي جماعة متطرفة في العالم وليس مصر وحدها رغبتها في إثبات أنها دولة ديمقراطية وإنها تعامل البشر جميعهم علي أنهم مواطنين فقط بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. وبدوره قال الدكتور قدري إسماعيل، الخبير السياسي إن قرار بريطانيا إعطاء اللجوء السياسي للقيادات الإخوانية الكبرى دون الأعضاء الصغار أو قيادات الصف الثاني مؤشر في غاية الأهمية لأنه بريطانيا لأول مرة تقدم علي خطوة مثل هذه فهي منذ البداية تدعم جماعة الإخوان جميعها قلبًا وقالبا. وأضاف الخبير السياسي في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن بعض قيادات الإخوان سيطلبون اللجوء السياسي لبريطانيا الفترة المقبلة، بالإضافة إلي الإخوان لديهم وجود كبير داخل الأراضي البريطانية متوقعًا توتر العلاقات المصرية البريطانية خلال الفترة المقبلة بسبب الأزمة بين النظام المصري الحالي وجماعة الإخوان.