بوظيفة أو كشك أو قطعة أرض يمكنك شراء حب وشعبية أكثر من نصف مواطني المحروسة، هكذا وصف المحللون ظهور الحاجة زينب مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إعلان تبرعها بحلق لصندوق تحيا مصر، كومبارس قليل الحيلة أو عامل بسيط أو فلاح لا يملك سوى قوت يومه طبيعة الشخصية التى يلجأ لها كل الرؤساء لزيادة شعبيتهم المتراجعة، لا يملكون طموحًا سياسيًا أو حتى الرغبة فى الظهور الإعلامي ويسهل إرضاؤهم وبالتالى تزيد معهم الشعبية. إنه المواطن البسيط الذى لا تمنعه كاميرات المصورين والحراسات الأمنية المكثفة من وزارة الداخلية والحراسات الخاصة لكل رئيس والسيارات المتتبعة له من الوصول لهذا الكيان البعيد المتمثل في شخص رئيس الجمهورية والتقاط صورة معه أو السلام عليه أو حتى عرض شكواه عليه، فما وراء هذا العامل أو الفلاح البسيط لتتركه كل هذه الحراسات ليلتقط صورة مع الرئيس سؤال طرح نفسه فى عهد كل الرؤساء والسر يكمن فى كلمة "كومبارس". الحاجة زينب إنها الحاجة زينب سعد الملاح، سيدة مسنة تبلغ من العمر 90 عاما ،استقلبها الرئيس عبد الفتاح السيسى بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة يوليو 2014، بعد تبرعها بقرطها الذهبى لصندوق "تحيا مصر"، بعد سماعها كلمته للشعب، وتبرعه بنصف راتبه وميراثه ل "تحيا مصر". ظهرت معه فى الأيام الماضية فى الإعلان الخاص بالتبرع لصندوق "تحيا مصر"، على اعتبار أنه وافق على الظهور فى الإعلان مع "الحاجة زينب" كنوع من الدعاية للتبرع للصندوق، لكن فى الواقع أن شخصية الحاجة زينب قامت بأدائها إحدى الممثلات بينما الجزء الأخير من الإعلان الذى تظهر فيه زينب برفقة الرئيس السيسى هو مشهد حقيقى لاستقبال الرئيس ل زينب، فى قصر الاتحادية بعد تبرعها بقرطها الذهبى لصالح صندوق "تحيا مصر". وترصد «المصريون» أبرز الشخصيات التى لعبت دور الحاجة زينب لكل الرؤساء :
مبارك وزوج الحاجة زينب كان الرئيس المعزول محمد حسنى مبارك بعيدًا كل البعد عن الفلاحين إلا أنه قرر وصالهم عندما قرر الترشح لفترة رئاسية سادسة، وهنا غير الرئيس مما اعتاد عليه وخرج بشكل جديد، حيث استعان وقتها بالفلاحين الذين عرفوا فيما بعد من معارضيه ب"فلاحين أمن الدولة"، لتلتقط له عدسات المصورين صورًا له وهو يحتسى الشاى مع إحدى عائلات المزارعين فى أحد الحقول، وهو جالس على "الكنبة" الشهيرة. وكانت المفاجأة بعد أن ربط رواد مواقع التواصل الاجتماعى بين الشخص الذى رافق مبارك وجلس معه على الكنبه الشهيرة وبين زوج الحاجة زينب الذى ظهر معها فى اعلان التبرع لصندوتق تحيا مصر وهو الأمر الذى أثار انتقاد رواد موقع التواصل الاجتماعى. مرسى ومخترع الطائرة وحذا الرئيس السابق محمد مرسى نفس هذه الخطأ، حيث عرف بصورته الشهيرة مهع مخترع طائرة بلا طيار، وسلم أحد المصلين على مرسى عقب صلاة الجمعة بمسجد الفاروق بالتجمع الخامس وقدم له أوراق براءة اختراعه طائرة بدون طيار والذى وعده بدراسة الأوراق وتقديمها للمختصين . وشهد المجلس إجراءات أمنية عادية قبل وصول مرسى إلا أن الوضع اختلف كثيرًا مع وصوله ولكنه لم يمنع هذا الشاب من الحيلولة دون الوصول للرئيس وتوصيل رسالته إليه. فلاح يقبل رأس عبد الناصر الفلاح ونصير الفلاحين "جمال عبد الناصر "عرف بنصرته للفلاحين منذ أول يوم، لذا لم يكن مفاجأة أن تكون صورته الشهيرة بصحبة فلاح. والتقطت الكاميرات الصورة للرئيس الراحل مع أحد الفلاحين الذى ظهر فيها مقبلا لرأسه بعد أن هاداه الرئيس عقدتمليك للارض الزراعية التى كان يعمل أجيرا بها . مواطن يصافح السادات ويدفع بمستشاريه لم تكن كاميرات المصورين ووسائل الاعلام بمنأى عن تلك المشاهد فى حياة الرئيس الراحل محمد انور السادات، حيث أشار المصور الشخصى للرئيس مبارك فى الفترة بين عامى 1991 و1998 إنه التقط صوراً كثيرة للرئيس الراحل السادات وهو يتبادل الحوار والابتسامات مع المواطنين الذين كانوا يلتفون على جانبى الطريق لرؤيته شخصياً وعن قرب. وكان من أبرز هذه الصور صورة نادرة يندفع فيها أحد المواطنين لمصافحة السادات، لدرجة أنه يدفع بكلتا يديه المستشار الشخصى للرئيس فوزى عبد الحافظ ليصافح الرئيس الراحل الذى بدا سعيداً للغاية بحب المواطنين له. فيما يرى مختار غباشى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن إعلان حلق الحاجة زينب هى محاولة من الرئيس فى استقطاب شريحة معينة من الشعب، مشيرًا إلى أن هذا الأمر موروث كل الرؤساء الذين سعوا دائما فى استقطاب الشعب بالفلاحين أو العمال البسطاء. وأشار غباشى، فى تصريحات ل"المصريون"، إلى أنها حيلة سياسية ناجحة، منوها بأن هذه الفئات تكون أكثر عاطفية ويسهل التأثير عليها كما أن نسبتها تفوق 50% من الشعب المصرى، مؤكدا أن استقطابهم يزيد من شعبية الرئيس فى الداخل.