مع قدوم شهر رمضان تستعد بيوت وعائلات قنا لتجديد طقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم كل باختلاف طريقة الاحتفال والترحيب بالشهر الكريم وتختلف العادات والتقاليد والطقوس باختلاف الأماكن فهناك طقوس وعادات وتقاليد بالمدن تختلف عن العادات والتقاليد بالقرى في المدن يحافظ الصائمون على تناول المشروبات الخاصة بشهر رمضان على موائدهم وهناك القرى التي تعيد ذكرياتها داخل (المضيفة) الخاصة لكل عائلة وتكون فرصة ثمينة ل"لم الشمل العائلى" والترابط والتراحم وقراءة القرآن. وإذا نظرنا إلى منازل الصائمين في مدينة قنا فإن رمضان سوق رائج لبيع وشراء المشروبات المرطبة خاصة مشروب (العرقسوس) الذى يحافظ أبناء قنا على شرائه واقتنائه لتناوله على مائدة الإفطار حتى صار عادة رمضانية ولا تخلو مائدة إفطار قنائية من مشروب (العرقسوس) وليس ذلك فحسب بل هناك أسر تعيش على تجارة وبيع العرقسوس طوال شهر رمضان فقط وهناك أسر تفضل إنتاجه بالمنزل. يقول محمود عبد الراضى إن مشروب العرقسوس هو المشروب المفضل على مائدة الإفطار فى مدينة قنا وأن البيوت القنائية تحافظ على هذا التقليد ويتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد وهناك أسر تتعايش على بيع العرقسوس والمشروبات المرطبة الأخرى مثل التمر هندى والبوظة طوال الشهر فقط وأصبح بائعو العرقسوس الموسمين معلومين للجميع فى الأحياء والمناطق المختلفة بقنا ووصل الأمر إلى قيام بعض المحلات بتغيير نشاطها فى شهر رمضان ليكون قاصرًا على بيع العرقسوس والمرطبات الأخرى وفقط. فى حى الشئون بشرق قنا يتربع على عرش بيع العرقسوس فى شهر رمضان منذ عشرات السنين الحاج/خلف حسين وتوارث أبناؤه وأحفاده الصنعة حتى الآن يقول ابنه محمد خلف حسين (مدرس) إن والده تخصص فى بيع مشروب العرقسوس ونال شهره واسعة بالمنطقة منذ الخمسينيات حتى الآن وأخوته توارثونها عن والدهم. وأضاف لقد نال والدى متعه الله بالصحة والعافية شهرة واسعة فى حى شرق قنا فى بيع العرقسوس فى شهر رمضان وهناك بائعون جدد ظهروا فى المنطقة مع اتساعها وزيادة عدد السكان لكن اسم والدى لا يزال يتمتع بسمعة وشهرة طيبة بالمنطقة واستطرد قائلاً كنا نبيع العرقسوس على المنازل فى القلة الفخار ومع التطور أصبحنا نبيعه فى الأكياس البلاستيك. وإذا انتقلنا من المدينة وتوجهنا للقرى نجد العادات والتقاليد الرمضانية تختلف تمامًا عن المدن حيث تحرص العائلات على الاحتفال بشهر رمضان داخل (مضيفة العائلة) وتبدأ العائلات فى التعاقد مع قارئى القرآن الكريم لإحياء أيام وليالى رمضان وتناول الإفطار داخل المضيفة تاركين المنازل لإفطار النساء. يقول شمروخ فواز عسران (قارئ) إن العائلات فى القرى فى نجع حمادى تتعاقد مع القراء ولكل عائلة قارئ طوال شهر رمضان حيث يبدأ بتلاوة القران بالمضيفة بحضور بيوت العائلة والمحبين من أهالى القرية الذين تمت دعوتهم للإفطار وإحياء ليالى الشهر الكريم داخل المضيفة. وهناك عائلات يقتصر حضور المقرئ على إحياء ليلة القدر فقط داخل المضيفة مع تناول الإفطار فى هذه الليلة ودعوة الأحبة والأصدقاء والمقربين والفقراء. وهناك عائلات فى البلدان الواقعة على الطرق السريعة لها طقوس مختلفة فى شهر رمضان فهى تواظب على إقامة سرادقات على الطرق (موائد الرحمن) طوال الشهر الكريم لإفطار المارة وقت أذان المغرب إجباريًا ومنهم من يقوم بقطع الطريق وقت أذان المغرب لإجبار السيارات على الوقوف والإفطار داخل السرادقات كما يقول حسين حفنى من مركز الوقف. ويضيف رمضان شهر التراحم والتزاور والنفحات وعليه فإن المواظبة على طقوسه التى تقرب المسلمين لبعضهم البعض هى من أجل وأسمى أعمال الخير فى شهر الخير.