هنا فى جنوب مصر وتحديدا فى قرى ونجوع محافظة أسوان ل شهر رمضان عادات وتقاليد وطقوس خاصة جميعها متوارثة منها ما هو متعلق بموائد الإفطار ومنها ما هو خاص بالسهرات الرمضانية التى تقام فى مضيفة العائلات وخيام القبائل « أكتوبر» ومن خلال هذا التقرير تعرض أهم عادات وطقوس موائد الإفطار عند أهل القرى فى أسوان: فبعيدا عن موائد الرحمن المنتشرة فى مدن ومراكز المحافظة يحرص كل بيت على إعداد مائدة إفطار يومية فيها ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات تقدم أمام كل بيت قاصدين بها كل من يصادف مروره بالشارع سواء كان عائدا من عمله أو حقله ، على الرغم من أن المائدة لا يجلس عليها سوى أحد أفراد الأسرة وأطفالهم فقط إلا أن كل بيت يحرص على تقديم المائدة أمام منزله بصفة مستمرة ومن لا يواظب على ذلك يعد مخالفا للعادات والتقاليد . كما توجد فى بعض القرى طريقة أخرى لعمل الموائد الرمضانية التى تعد وتجهز فى كل بيت على حده حيث يتجمع أفراد القبائل والعائلات وهو ما يعرف بالديوان قبيل المغرب بلحظات كل معه مائدته مصطحبا معه أطفاله ليتناولون الإفطار الجماعى عقب أذان المغرب مباشرة ثم يتجمعون للصلاة فى جماعة وعادة ما يقدم فى هذه الموائد طبق فتة «المخمريت» بالملوخية سيد كل الموائد حيث لا تخلو مائدة من وجوده. وفيها يقوم شيخ القبيلة بالتنبيه على بيوت بعينها قريبة من طريق مصر أسوان الزراعى لإعداد موائد كل حسب مقدرته حتى وإن كان بها صنف واحد فضلا عن البلح والمشروبات للجلوس بها على جانبى الطريق ثم يقوم أصحاب هذه الموائد بإيقاف السيارات ودعوتهم لتناول الإفطار وتقديم ما يحتاجونه من مشروبات .ومؤخرا بدأ بعض الشباب فى تغيير هذا النوع من الموائد وذلك من خلال تجميع أموال من المنازل والتجار لعمل موائد فى مداخل القرى وعلى الطرق السريعة والزراعية يشارك فى إعدادها الرجال والشباب ومن جانبه يرى الباحث عبد المنعم عبد العظيم مدير مركز الصعيد للدراسات أن أهالى القرى فى الصعيد وتحديدا فى محافظاتالجنوب لا يستطيعون الاستغناء عن هذه الموروثات الاجتماعية لكونها موروثة من الآباء والأجداد فضلا عن قناعتهم الشديدة أن ما يقومون به يقرب إلى الله كما أوضح الباحث أن القرى التى تنظم موائد الإفطار الجماعى طوال شهر رمضان لا يعرفون شىء عن العزومات وتكاد تنعدم تمامًا إلا فى حال وجود وافد إلى القرية وهنا يحرص الجيران والأقارب على عمل عزومات خاصة داخل المنزل وفى نفس الوقت يتطوع أحد أفراد الأسرة على خروج مائدة الشارع أو المضيفة فى موعدها. ويرى الباحث أن أهل الصعيد يرون أن هذه التجمعات التى ينتظروها من العام للعام تزيد من أواصر المحبة وتقوى العلاقات الاجتماعية فضلا عن أنها عادة رمضانية محببة لدى الشباب والأطفال حيث دائما ما يطلب الشباب من آبائهم عدم الانشغال والتفرغ للعبادة والإفطار مع باقى الأسرة فى المنزل. وفيها تفتح الخيام والمضيفات بعد صلاة العشاء ويقول الباحث عبد المنعم عبد العظيم أن الونسه الرمضانية هى امتداد للعادات والتقاليد التى اشتهر بها أهل القرى حيث يتجمع الرجال عقب صلاة التراويح ليواصلون سهراتهم مع المشروبات الساخنة والمثلجة والحلويات بأنواعها والشيشة وكل ذلك يأتى من المنازل القريبة من المضيفة أو يتم الاتفاق أن تكون الحلويات والمشروبات مقسمة على كل أهل القرى.