أعلن مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية دنيس بلير، أمس، استقالته من منصبه بشكل مفاجئ، وأرجعت مصادر استقالته إلى حدوث توترات داخل أجهزة الاستخبارات والأخطاء التى وقعت فيها، إلى جانب أن البيت الأبيض فقد ثقته فى بلير بعد سلسلة الأخطاء والإخفاقات الأمنية التى وقعت فيها تلك الأجهزة. وقال بلير الذى ينسق عمل 16 وكالة حكومية تضم حوالى 200 ألف شخص وتبلغ موازنتها 75 مليار دولار، فى بيان استقالته: «لقد أبلغت الرئيس باراك أوباما بكل أسف أننى أستقيل من منصبى، رغم أنه لم يكن لدى شرف أو سعادة أعظم من إدارة عمل الرجال والنساء الوطنيين والموهوبين جداً فى أجهزة الاستخبارات». جاءت استقالة بلير بعد حدوث توتر داخل أجهزة الاستخبارات، وخلافاته الدائمة مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى. آى. إيه» ليون بانيتا، خاصة بعد أن حسم البيت الأبيض الصراع لصالحها فيما يتعلق بالإشراف على المهام الاستخباراتية فى الخارج. وتعرضت أجهزة الاستخبارات لانتقادات عديدة أفقدت ثقة البيت الأبيض فيها، حسبما أعلن مسؤول لم يذكر اسمه، موضحاً أنه تم اختيار «عدة مرشحين أقوياء» لخلافة بلير، فيما قال نواب جمهوريون إن بلير لم يحظَ أبداً بالسلطة أو الدعم اللازمين لدفع الأمور قدماً، وأرجعوا سبب استقالته إلى «حروب داخلية». فى المقابل أشاد أوباما ب«أداء بلير اللافت» ووطنيته، مؤكدا أنه أنجز مهمته «بكل نزاهة وفاعلية». وتثير استقالة بلير جدلاً حول أسباب استحداث منصب رئيس أجهزة الاستخبارات الوطنية فى 2004، الذى يتولى التنسيق بين الوكالات الأمنية والاستخباراتية الأمريكية، بعد أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التى لم يعثر عليها فى العراق، وكانت سبباً لغزو بغداد.