لم يعد مجرد اعتصام، بل أصبح فرصة لاستعراض فنون الاحتجاج: ليس فقط مجرد شعارات تلخص مطالب.. بل فى سلوك المعتصمين وطرق تعبيرهم عن هذه المطالب. الهتاف يجب أن تصحبه صورة تتسابق عليها الفضائيات، هذا ما وضعه المعتصمون فى حسابهم، لذا ارتدى بعضهم الخيش ومزق بعضهم ملابسه، واعتصم ثالث بملابسه الداخلية، تمهيدا لمظاهرة عراة، وحمل آخرون نعوشا وأكفاناً لزملائهم، مطالبين الرئيس بالترحم على عماله، الذين ماتوا من الجوع. وسط تجاهل الحكومة لهذه الأصوات، أصدر «المركز المصرى للحقوق الاجتماعية والاقتصادية»، ومؤسسة «أولاد الأرض لحقوق الإنسان» تقريرا رصد حال عمال مصر العام الماضى، وعبر عن هذه الحال فى أرقام جاءت كالتالى: 478 احتجاجاً عمالياً بواقع 184 اعتصاماً، و123 إضراباً، و79 مظاهرة، و27 تجمهراً، و65 وقفة احتجاجية، فضلاً عن تعرض 126 ألف عامل لفقد وظائفهم خلال العام نفسه وإقدام 58 عاملاً على الانتحار. وأوضح التقرير أن احتجاجات موظفى الحكومة بلغت 47٪ من إجمالى الاحتجاجات عام 2009 تليها 37٪ من عمال القطاع الخاص، و16٪ من عمال قطاع الأعمال العام، حيث قام عمال القطاع الخاص بأكثر من 175 احتجاجاً منها 70 اعتصاماً، و43 إضراباً، كما قام موظفو الحكومة بحوالى 226 احتجاجاً منها 76 اعتصاماً و46 إضراباً، أما عمال قطاع الأعمال فقاموا بحوالى 77 احتجاجاً منها 37 اعتصاماً، و24 إضراباً.