بالتأكيد هناك مزايا وفضائل كثيرة يملكها حسن حمدى كرئيس للنادى الأهلى، مثلما هناك عيوب وأخطاء أيضا.. لكن تبقى أهم مزايا حسن حمدى هى قدرته الهائلة على الفصل بين رئيس النادى الأهلى وبين المواطن العادى الذى يعشق الأهلى وينتمى إليه.. وبهذه القدرة.. أبدا لم ينفعل حسن حمدى ولم يخرج عن شعوره كرئيس للنادى الكبير، سواء فى أوقات الشدة والأزمة أو الفرح والانتصار.. لم نشهد هذا الرئيس أبدا يشتبك سواء مع الإعلام بجميع أشكاله عندما ينتقد الأهلى أو مع مسؤولى الرياضة وغيرها حين يختلفون مع رؤية الأهلى، وسياسته أو مع جماهير الفرق المنافسة أو حتى مع جمهور الأهلى نفسه حين يغضب هذا الجمهور نتيجة قرار لا يرضى عنه أو خسارة مفاجئة أو مربكة.. أبدا لن تجد حسن حمدى فى كل تلك الأوقات فى أى صحيفة أو على أى شاشة يدافع أو يهاجم أو يشرح أو ينتقد أو يبرر.. وهو ما أدى إلى أن يظن كثيرون هنا وهناك أن حسن حمدى لا يغار على الأهلى أو لا يعنيه الأهلى بالشكل الكافى واللائق والمناسب.. وليس هذا صحيحا على الإطلاق.. فحسن حمدى يعشق الأهلى كإنسان لكنه فقط يديره كرئيس.. وفارق كبير جدا بين الاثنين.. وأنا شخصيا شاهدته كثيرا يقود اجتماعات ويصدر قرارات ويحدد رؤى وسياسات.. لكننى أعرف أيضا ذلك العاشق الذى لا يمانع إطلاقا أن يخرج يوما فى سيارته دون أن يراه الناس ويسير فى أى موكب انتصار وهو داخل سيارته يصرخ مثلما يصرخ ويغنى الناس حوله.. بيب بيب أهلى.. ثم يعود بعد ذلك إلى البيت ليخرج فى صباح اليوم التالى وقد اكتسى بوقار الرئيس وجديته ورصانته وهيبته أيضا.. وبالتالى يصبح حسن حمدى نفسه نموذجا أتمنى أن يقتدى به آخرون كثيرون.. ولست أقصد فقط رؤساء أندية أخرى أو أعضاء لمجالس إدارتها.. وإنما أقصد الجميع.. فالمشكلة الحقيقية تبدأ بالخلط بين الأدوار والصفات.. أو بين حدود العشق واحترام الآخرين.. فيتخيل المشجع العادى أنه هو الذى يحمى الأهلى ويديره ويدافع عنه وعن صورته وسيرته واسمه ولاعبيه.. ويتخيل الصحفى أنه شريك فى القرار أو صانع له ويختلط عليه الأمر ما بين الانتماء للون وناد وبين قواعد للحوار وحدود للخلاف فى الرأى أو الموقف.. ويتخيل عضو مجلس الإدارة أن من مهام وظيفته إهانة الآخرين أو الانتقاص من أقدارهم ومكانتهم.. فكل واحد حر تماما كإنسان فى التعبير عن مشاعره وممارسة الحب دون أى مساس بالآخرين.. فالحب ليس أبدا مبررا للقسوة أو التجريح أو العنف أو إيذاء الآخرين بأى صورة. [email protected]